أحزان الفجر - ليث الصندوق

كان الفجر على دجلة
ينزل من طائرة سمتية
مثل الجاسوس الهارب من نيران الرقباء
يقلبُ طيّات الغيمة
بحثاً عن أقنعة الإخفاء
يلقي من سطح ( القشلة ) جثة أخر شاعرة
أهدت طبق ( البيتزا ) إلى بدو الصحراء
* * *
كان الفجر غريباً
فكأنّ بساتين الجوريْ
تنفخُ في عينيه الأفيون
ومقص العدل إلى الساعة
لم يقطع حبل الحلاج المطعون
* * *
كان النهر غريباً عن شبك الصيّادين
والجسر المصروعُ بنظرات العُشّاق
توزع ما بين الضفتين إلى أوصال
والتائهة تفتش في المفقودات عن الفجر
تحمل صورته
بينا هو يرسم ضحكته بالفرجال
كان الفجر فقيراً
يسكن في أحياء العمال
لكن حرس الوالي استكثر
أن يتنفس من أفراح الناس
فأسكنه في حافظة الأزبال
.
تشرين الثاني - 1989