ألاعداء الوهميون - ليث الصندوق

نبيدُ في حقولنا الجرذان
لأنها تسلِمُنا في البرد للمجاعة
* * *
ونقتل الذباب
لأنّه يهوي على رؤوسنا بمطرقة
* * *
ونقنص الذئاب في الغابات
لأنها تتبع في أثارنا رائحة الدماء
* * *
ونبتر ألأفعى
لأنها تذكّرُ الناسين بالمشنقة
* * *
ونسحقُ العقرب ، فهي وحدَها في دربنا
ولو وجدنا دونها رؤوسَنا
لما تجاوزنا إلى سواها
* * *
وفي الظلام ننصبُ الشباك
ونشحذ الأنيابَ إذ لم تكفنا المصيدة
ونطلقُ الصرخة سهماً يخطئ الندّ ويردينا
ونضرم النيرانَ في أثوابنا
منتظرين دائماً عدوّنا الموهوم .
أعداؤنا لا يفقهون حكمة ً
لكل ما نصنعُ من خراب
فالجرذ ، والذبابُ ، والعقربُ ، والأفعى
لم يدرسوا القتالَ في الكليّة الحربية
* * *
لكننا ننسى بأنّ بيننا
من يُظهرون الحنان
لكنهم أقسى على إخوانهم من لدغة الثعبان
وإنهم يفتتون الجمرَ تحت جلدنا
ويثقبون أضلعَ الأموات
كي يُمرّروا فيها مفاتيحهم
وإننا نحضنهم تحت عباءات الهوى
وإننا نحرق أيدينا لهم أرغفة
ونرتضي أخطاءَهم كأنها الأمثال