أمنيات جندي عائد في إجازة دورية - ليث فائز الايوبي

كم كان بودي
حين اعود مجازا
. . مغبرا
حتى فروة راسي
ان افتح يا وطني ازرار القلب
لكي يستنشق رائحة الاشجار
وعطر امراة
اي امراة عابرة في الشارع
كم كان بودي
ان افتح ازرار قميصي
. . للريح
لكي تبتل ظفائرها
بعناقي وبكائي
ان القي رأسي المتعب
بعد عذاب ليالي الغربة في
( سنجار )
على كتف صديق مهموم مثلي
نتبادل في منعطف الشارع
بؤس طفولتنا .
. وشقاء العالم
ان اتوغل بين حشود الناس المندفعين
على عجل وسع زحام شوراع بغداد
وحيدا .
. مغبرا
اسأل نفسي
من يفتح في هذا الزمن المتدني
تحت جدارية نصب الحرية
ذراعيه لهذا الجندي العائد
وهو يمر بطيبته وحقيبته
وبهذا البسطال المتهرئ
لصق مرايا الصالونات
ودور العرض
. . على عجل
يغريه الشوق للثم ليالي شعر امرأة ساحرة
في منتزه الزوراء
ككل العشاق البسطاء بهذا العالم
والتجوال على جسر الاحرار يدا بيد
يغريه الشوق لمنزله المتواضع
للكتب المقروءة حتى النصف
لنافذة تسع القمر النبوي
لمشروع قصيدة حب
تركت للنصف لحين اجازته
تتأمل عودته
يغريه الشوق
لعيني بنت الجيران الشقراء
وهي تراقبه من خلف ستائر غرفتها
.......
كم بودي لحظتها
ان القي الورد على نصب الحرية
ان اتمدد حتى الفجر على الاسفلت
بلا تذكره او ابراز هوية
فكل رصيف في وطني المتكبر
يغريني بالنوم عليه
بقية عمري !
***