ارملة الامبراطور - ليث فائز الايوبي

اين تقطن ارملة الامبراطور ..؟
بعد ضياع مناديلها
في شراء الدموع على زوجها
وزوال مناصب ضباطها المولعين
بكي فساتين سهرتها في قصور الرئاسة
... هل تستعيد دراستها ..
في تعلم نقر الحروف على الالة الطابعة ؟
ام تعيد افتتاح متاجر بيع اللحوم .. على االاثرياء ؟
افتتاح متاحفها في البلاد الغريبة
عارضة للمجانين احذية
لم تكن ترتديها .. لبعد الشوارع عنها ..!
لعرض قيافة غلمانها المولعين
بتدليك اشجار غرفتها
عرض اربطة لم يكن يرتديها الزعيم
لريبته من موالاتها !
***
المرايا التي صودرت بين جدران منزلها
لم تكن في معيتها
حينما جردت في المطار
من الشمعدانات .. من قفص البلبل المتستر
مفتاح بيت يطل على قمر
من صناديقها وهي مثقلة بالنفائس
حين ازال جنود الطوارىء
من معصميها الاساور
منتزعين حقيبتها اليدوية
بحثا عن السندات وباقي الصكوك.
لأبطال مفعول ارقام ارصدة هربت في البنوك .
لقد نسي الامبراطور وهو يواجه سيل الرصاص
على مضض .. دسها في حقيبة زوجته
نسي السجناء وهم يذرعون عنابرهم
جيئة وذهابا على امل ..
ريثما يفرغ الرمل في جوف ساعاتهم
كل يوم .. وهم يكملون مراسم تعدادهم في الصباح
لكي يطمئن سعادته حين يصحو
على كدمات السياط
لكي يتشمم ريش عصافير اكتافهم
مع رشف فناجين قهوته
بين جدران مكتبه ..
***
اين تقطن ارملة الامبراطور ؟
في أي بار بباريس تجلس مصغية للاذاعات
بعد مواراة زينتها وفساتينها وحقائبها ومواكبها
تحت فوضى تراب متاحف عصر مضى ..
تتصفح يائسة .. صفحة في الجريدة .. ثم تمزقها
وتعود الى النزل ادراجها ..!
***
كلبها البرتقالي ما زال ينبح في حوضه
باكيا .. من نفاد مساحيق عبوته
ومياه الانابيب في جوف حمامها
متبرمة .. من ازالة خزان ماء العطور
وتجريدها من صلاحية النوم فوق الغيوم !
***
ارملة الامبراطور تبكي على زوجها
لصق نافذة في القطار
وترمي مناديلها في الهواء
لأيقاف سير الحمير على التل
وهي محملة بالعتاد الى القطعات
لأغاظة من في الشوارع
حتى يضخوا هتافاتهم لعنان السماء
على مضض .. في وداع اميرتهم ..
تتذكر باكية زوجها
وهو مغمى عليه على يدها
يتنفس محتضرا
والدماء تسيل على صدره
راحلا .. بأنقلاب مهين أطاح بشاربه
وهو يمسح رغوة صابونه المتواطىء
ذات صباح .. امام ابتسامة حلاقه ...!