جداريات بكماء - ليث فائز الايوبي

ملائكة ....
توزع تحت نصب
تحتمي في ظله الاشجار
من شغب الدمى
في ساحة التحرير
منشوراتها
...
ورجال اطفاء الحرائق
يزحفون على البطون
مدججين الى السماء
بما تبقى من رصاص
في خراطيم المياه
لكي يقيلوا شمسنا البلهاء
من نيرانها
يتسلقون على سلالمهم
لاخماد انتفاضة نجمة
تهذي على اسوارها
.................
.......... العربات منهكة
تقل العائدين الى منازلهم
ورائحة القمامة والدماء
تفوح من عجلاتها !
...
الشرطي يضرب بالهراوة وردة
فتصاب بالاغماء ... ذاهلة
امام لعاب عينيه المصفحتين
.... الشرطي يستجدي من الكلمات مايكفي
لتشييد السجون على الحدائق
كي يزج بنا معا في جوف معتقلاته
...
فاحت من الاشجار
رائحة الطلاء
ومن انابيب المياه
ملوحة الاسماك !
...
الحشرات تخرج من مواسير المجاري
في تظاهرة
لقلب نظام هولاكو
وتجريد الشوارع من حواجزه وسفاحيه
تنديدا بما تلقاه من جثث
مشوهة ... تسد انوفها ... !
...
الليل يستجدي النجوم من السواقي
من خرير دموع اسماك السماء
لكي يضيف بريقها الطاغي
على اكتاف ضباط الخليفة
وهو يقتلع الستائر
عن جدارياته البكماء في الساحات
ممتعضا
امام شحوب هندام المرايا
من تخاطف ارجل المترجلين
من المراكب
لاقتياد سعادة الوالي الى قصر الضيافة
ريثما ...
تجثو على قدميه افواه الدمى !
.............
.............
.... كلب يعانق عظمة
ليغيظ مقبرة بأكملها !