تمثال الرصافي - ليث فائز الايوبي

لايزال على نصبه الحجري
يحيي ببزته المعدنية
جماهيره... صامتا
وهي مطرقة
تتبارى لتحريك اقدامها
عنوة ... في شوارع موحلة
يتساءل .. من بدد الماء في جبهة الشاعر المتكدر ؟
من سرق النار من شفتيه النحاسيتين
ومن ...؟
من اضاع على طاولات القمار
حدود الوطن ؟
من تجاهل هندامه ؟
تاركا كل هذا الغبار البغيض
على وجهه ونحاس ملابسه
من اثار حفيظته
من صغار الدمى
وتطاولها
من ازال وبدد ازرار بزته
عامدا
ام تناست انامل نحاته
وضعها كالوشاح على صدره
يتصبب من وجهه
عرق موحل
ودموع نحاسية
وذراق عصافير رعناء
تملأ اطراف بدلته بشتائمها
.... كم يروق له الان
ان يتحرر من ربطة العنق
ان يترجل عن نصبه
ان يسير مع الناس
ان يتنشق انفاسهم
ان يبادل احلامهم
ان ..
ولكنه ليس اكثر من حجر خامل
ليس اكثر من قامة متعالية
يتوارى امام محبيه
مربكا .. خجلا من ذبول اصابعه
من تصلب ساقيه
جبهته المعدنية
يومىء للنهر مختنقا
ان يدير له وجهه
عائدا بين احضانه
ان يغير مجراه
ان يرتمي بين ساقيه
ان يتناسى خلافهما
ان يعانق بعضهما البعض
ان يبكيا
في الزحام معا
كل هذا الفراق
الذي طال
اكثر مما يجب ...!