في المرآة - مؤيد الشيباني

مرحبا ً أيها الطفلُ غير المدلل ِ
مازلتَ أنتَ .... سوى ما تخبئ ـ والله أعلمُ ـ
لكنني واثقٌ أنّ شخصين ِ
أنت الذي صرتَ أبعد من تعبي
وأنا حين كنا صغيرين ِ
صدّقتُ كلّ الحكاية ِ ، كانت ملامحُ وجهكَ
شاخصة ً في اندفاعتها
قلتَ لي يومها
كن كما شئتَ واغنمْ لذاذتك المرتجاة
سأبقى قريبا ً فكيف تخليت عني ؟
كبرتُ
وها أنت ما زلت طفلا ً
تحيرني عندما تستفيقُ
وتعبثُ بي مثلَ طير ٍ تقافزَ فوق الأصابع ِ
لا الوقت ُ
لا أغنياتُ النوافذ ِ
لا الطرقاتُ البريئة ُ
لاخطوة ٌ في مد ارجها سارحة
فإلى أي حد ٍ ستبقى صغيرا ً ؟
تعاندني حين لم أستطعْ كبحَ رغبتك الجامحة !
فبكى
قلتُ ها إنهُ الآن يفهمني .. وابتسمتُ
ولكنهُ بعد خمس ِدقائق َ عاد إلى لعبة ِ الاختباء ...