بين رصيفين - مؤيد الشيباني

أعبر الآن بين رصيفين ِ
حين التفتُّ
رأيتُ يدي في الرصيف المقابل تومئ لي
هل نسيتُ يدي ؟
ـ صرتُ أنسى كثيرا ً ـ
ستقولون عدتَ إليها ...
نعم
غير أني نسيتُ فمي في الرصيف الذي كنتُ فيه
فكيف أقول له إنني قادمٌ
وركضتُ ولكنني
في الخطوات القليلة كنت نسيت
لماذا أنا راكضٌ
هل أنا خرفٌ .. أم سؤال الحقيقة ِ متقدٌ ؟
مثلا حين يسألني أحدٌ عن بلادي التي ...
لستُ أغتابها حين أذكرها في دماء التواريخ ِ
أو في القصيدة ..
لا أجيد الحديثَ ... بعيدٌ أنا وهي جدّ بعيدة
وأنا منذ أتعبني همها
لم أجد في المسافة نافذة ً
صرتُ فرط اللهاث ِ مدى للمقابر , هذا الظلام المريبُ
وهذا الرحيل المكابدُ في طرقات السكون ْ ....
حسنا ً
سوف أجلسُ كي أستريح َ قليلا
فربتما أتذكرُ
لكنني عدت ثانية ً ونسيتُ لماذا أنا أتذكرْ ؟