أحزان الناي - ماجد البلداوي

سأرمم عطر الورود
وأوقظ مزمار قلبي،
واهتف للبحر هيا تعال
يطلع الغيم من ليله،
ويمسّد حزن العصافير
يشتعل الماء،
أو تنطفئ ساعة الاحتراق
هو الدمع يبيض في حدقات العيون،
وتغفو غصون القرنفل..
على رشقات الرصاص
****
اعمّد وردَ الندى،
اسكب الماء،
استنشق الذكريات،
قلت : ترمم عطر الورود،
وتوقظ مزمار قلبك ...؟
يالهذي البلاهة
من دل عينيك عن نرجس يتعرّى
وعن قمر للعشية يغفو
من اسرج العاصفة
انها محض تمتمة في الرؤى
أو ظنون.
****
تجرع نزيفك
لوعة رجفتك الصامتة
فما عاد لي وطن أتدفأ حضن صبابته،
أو شجر،
وماعدت ارقب عصفورة النخل
وهي تزقزق كل صباح فتوقظ غفوة أنشودتي،
وماعاد ناي المغني يغازل صبية قريتنا
هرمت كل طفولاتنا،
ابيض ليل العيون بأجفاننا
غادرتنا الأماكن،
و الشرفات
هجرت لونها الريح
صار يحفظنا القتل عن ظهر قلب
يرتل أسماءنا واحدا.. واحدا
ويقاسمنا كل هذي المراثي
ونائحة للبكاء الطويل.
تسكب الريح أنفاسها..
العبرات.
****
يسكب الماء حزن الظمأ
وفي العيد يحتفل القتل بالدم،
يرسم مقهى لأوجاعنا
ويلغي المواعيد من جدول العائلة
في العيد أو في العزاء
يشاطرنا العزف في المفردات التي ضيعتنا
ويغمس أنياب وحشته في اضالعنا
ثم يبكي علينا.
*****
هل ترمم عطر الورود
وتوقظ مزمار قلبك،
وهل يطلع الغيم من ليله،
ويمسّد حزن العصافير
ثم يهتف للبحر: هيا تعال
وهل يشتعل الماء أوراقة ....؟؟
...... كل حال يحـــول ،
كل وجه يغير ألوانه
ويزول الزوال.