اشتعال آخر لرماد العاصفة - ماجد البلداوي

هذا هو الفيضان ياسفر الرماد،
حجارة اخرى سينحتها البعيد،
وينتمي للبحر،
يشرب خمره، وينث ماء،
هذا هو الفيضان ... فابدأ من هنا،
ارم إلى سفن مدججة بوحل تفسخ الغابات،
ارم للشموس مسلة أخرى،
سينقلها الرعاة إلى الحضارة،
يخنقون بها المعاني ،
مرة أخرى، وأخرى،
ينفخ الشعراء قربتهم،
ويرتحلون للمنفى وللأشياء،
مصطحبين غفلتهم،
إلى ليل تضبب فيه هذا الأقحوان ،
ومس رحلته الزمان،
سقطت .. لم تسقط يداك ،
هي الأعنة احترقتك،
حصانها المهووس،
بالحمى وبالأسفار،
أوردة مخضبة،
وغزلان تطير،
وعالم يفضي إلى الصخب المسن،
ورعشة من شفة مورومة بالسر،
أوجعها الدم المحروق،
منقوعا بماء سفينة أخرى،
تفجرك الكتابة، واحتقان دم الرعاة،
تهز حينا راسك المقطوع،
تسرع في خطاك،
وتستقيم،
تمداسيجة من الأسفنج،
تصعد لانطفائك،
تختفي بشحوبك الأبدي،
ذا وجع على حافات جلدك قد تيبس،
جمرة الفيضان هذا الحلم،
فاعبر من هناك إلى المدينة،
واغترف من بحرها المدرار، حبة جمرة...
ياايها المقطوع من شجر،
ومن نسل،
وأوردة مهراة،
وتاج صامت،
فابرق بها كالريح يامطر التردد،
وانطفاء البرق،
في هذا المدى تتكور الأشياء،
حينا اخر،
وتلوذ باسمك تمتمات حجارة،
وتفر مشتعلا إلى أقصاك،
تنبت في الصدى، تتهجس الممشى،
لتختار القصيدة،
ثم تركض نافرا من لبة الليل المعتق بالغناء،
تجيء تستر وجهك المفضوح في اغماضة الأنهار،
في الأشجار ، في غابات هذا الانكسار،
صحيفة للقادمين، ورجفة تتلوك
ملقى في الأزقة أنكروك هم الأحبة.. أنكروك ،
وصدقوك غريمهم،
فأطلق صراخك وانصرف لجزيرة أخرى،
لغزلان تطير،
لعالم يكسوك جلدا آخرا،
فاسرع هناك قصيدة نبتت على حافاتك الأخرى،
سيحفظها المساء، وصرخة من صمتك المفجوع،
ياملك التوهج، وانكسار الانكسار.