التَّغير - مالك الواسطي

-1-
في مَساءٍ، ألفتُ ملامحَها،
شكلَها، خطوَها الملكي،
ثوبها يَقـصرُ كلما اقتربت من سياج الحدائق،
غافيةً في المساء،
وخلف السياجِ نعاسٌ،
وخلف الزجاجِ غفا زمنٌ،
حجرٌ شكله،
وطنٌ من حجر.
-2-
في مساءٍ كهذا،
غفا ثوبُهُ فوقَ هذا السياج،
بكينا الزمان، فلملمنا حجرٌ،
فارتدينا الثيابَ نعاساً،
والأمنياتُ غدت سِدْرةً في الطريق.
فكم قد شقينا ؟
وكم غادرتنا الملمات
بيضاءَ في مفرقينا ؟.
فيا أختنا في المتاهات،
ميتة دوننا الأمنياتُ، وغافيةٌ
بعدنا كلُّ أثوابِنا،
والصديقات
ُ
ميتة في الشكوك.
فيا أختنا
غائمٌ ظلنا في الأمسية،
فهلا سمحتِ لنا مرةً
آه من مرة
ٍ
دونها مرَّةٌ لغتي كالزمان
ومالحة وجنتاك.