التَقِتُكِ عصراً - مالك الواسطي

التَقِـتُكِ عَصراً بين المنى والمنية،
كان النعاسُ الذي أنهكَ الروحَ طيفاً،
يفرُّ بوقتٍ جميلْ
وكنتِ المحبةَ في كلِّ جيلْ
وكنتِ الصبابةَ، كنتِ الدليلْ
ولكنَّكِ من على عُتبةِ البابِ،
قلتِ: احتمِتُ بظلِّكَ
كان الرصاصُ يشقُ الهوى ، يسبقُ الخوفَ
قلتِ : أَما ينتهي حبَّ هذا المكانْ
وكنتِ المكانَ وأسرارهُ
غيرَ أنَّ الزمانَ اختفى في المتاهاتِ مستعجلا،
من على عتبةِ البابِ،
قلتِ: أدركتني الرصاصاتُ
لم يبقَ شيءٌ تودعَهُ
فالمساءُ اختفى فجأةً في الأزقةِ،
كان الصراخُ الذي يملأ البيتَ
صوتُكَ يأتي كطيفٍ ظريفْ
خجولاً، يلمُ بقايايَ حيناً
وحيناً يلمُ الرصيفْ.
التقَيتُكِ عصراً
وكان المساءُ لطيفاً معي
رأيتُكِ طيفاً
وكانَ النَّهارُ بنا يدعي
بكيتُكِ سراً
فضقتُ بهذا الزمانَ
وضاق المكانَ به أصبعي
التقيتُكِ حتى رأيتُكِ أنتِ
وأنتِ كأنتِ
معي أو معي
تسكنينَ ولكنْ
بطياتِ هذا القميص الذي أرتديهِ
تبكينَ حتى المساء بدمعٍ، تطوف به أدمعي،
وحيناً، تطوفينَ بي،
تستغيثينَ بوردِ حديقتنا، بعطر القرنفل والزيزفون،
بطيف المحبة قد تصرخينَ،
ولكنْ لماذا؟
فلا صوتَ لي.
التقيتُكِ عصراً
وكان المساءُ لطيفاً معي.