شُرفاتُ داري - مالك الواسطي

1). ليالي الصيف
شرفاتُ هذا الدار ، يغمرُها الضَّبابْ
ودموعُ من رحلوا معلقةٌ
تجفُّ على الكتابْ.
والطيفُ تنهكهُ الليالي
يستبيحُ ضياءَهُ شَغَفُ السَّفرْ
والراحلون كما الحقائبِ ، منهكاتٍ ،
كُدِّستْ في الظلِّ ،
تاه بها القدرْ.
والدارُ تسكنُها المتاهةُ والصَّبابه
وأنا المهاجرُ في ليالي الصيفِ
يدفعني الضحى ، قسراً ،
لبيتٍ في دجى عتباته شفقُ الكآبه.
والليلُ في شرفات داري
غيمةٌ ،
خجلى يجرجرُها النَّهَارُ
ورقٌ بليلٌ قد تخلتْ عن محبته الكتابه.
2): قطراتُ ماء
شرفاتُ داري ،
دفترٌ قد عَشْعَشَتْ فيه المحبةُ
واحتمتْ في ظله كلُّ الفصولْ
وتَغَنَّتِ الدنيا بها طوراً
وفاضَ أريجُها مُسكاً
وكان العصرُ نورسها الخجولْ.
وانداحتُ الأيامُ بين شعابها ،
قطراتُ ماءْ
تروي الصحارى والظباءْ
والليلُ ما بين السطور
يخفي تردده وتسعى في ثناياه العصورْ
والعشقُ في شرفات داري
باحةٌ ،
وضفافُ غاباتٍ ،
وأعشاشٌ تحط بها الطيورْ.
3): نافذة تطلُ
شرفاتُ هذا الدار
نافذةٌ تطلُ
صحوٌ تجئ به البراري
يغفو على عتبات داري
موجٌ تحيطُ به العيون
قد ساقه طيفٌ وظلُ.
شرفاتُ داري
وردةٌ ،
سكنتْ طوال الوقت في لُجج انتظاري.
والحبُّ ظلَّ كعطرها
هيمانَ ،
تسبقهُ الأماني.
ونجومُ هذا الليل ، قد طافت به ،
وطناً غدتْ
كالطيف يسكنُ في الأغاني.
شرفات داري
قبلةٌ ،
حلمٌ ،
وأشرعة ، تموجُ بها المعاني.