مَطَر - محمد البغدادي

خُذي
جُنُوني
وَأشعاري
خُذي
عُمُري
وَسَافري..
وَدَعِي الذِّكرى
أوِ ... انْتَظِري..!!
لا فَرقَ في
أنْ يُسمَّى حُبُّنا:
قَدراً
أوْ أنْ يُسمَّى:
هُروباً من يَدِ القَدَرِ
فَالحبُّ:
حَبلٌ خُرافِيٌّ
يُعلِّقُنا
بَينَ السَّماءِ وَبينَ الأرضِ
كَالمطَرِ..!!
***
تَعبتُ
أبحثُ عَن مَأوىً
ألوذُ بِهِ
مِن وَحشَةِ الأمَلِ المحفُوفِ
بِالخطَرِ
أريدُ صَوتاً بِلا ثَغْرٍ
لأهمِسَهُ
متى أشاءُ
وَأخفي تحتَهُ
وَتَري!!
أعدتُ تَرتِيبَ تاريخي
فَأدهَشَني
أنِّي أموتُ مِراراً
دُونَمَا أثَرِ..!!
أغوصُ..
أغرَقُ..
أطفو فَوقَ ذاكرِتي
فَلا أرى غَير عَيْنَيها
مدى بَصَري
أمعنتُ فيَّ
فَلَمْ أمسِكْ
سوى وَجَعٍ
كأنَّهُ حَجَرٌ
مُلقَى على
حَجَرِ!!
وَبِي دماءٌ
حَبِيساتٌ
يُؤرِّقُها
أنْ أوصِدَتْ دَونَها
بوَّابَةُ الضَّجَرِ
وَبي خَريفٌ
منَ الذِّكرى
وَبِي شَجَرٌ
من كِبرِياءِ دَمٍ
خَالٍ مِنَ الثَّمَرِ!!!
***
قَامَتْ قيامَةُ عَينَيها...
أحبِّهُما
غَريقَتَينِ
بِبَحرٍ ملؤهُ
جُزُري
يَكادُ يَخضَرُّ حُزني
حينَ تلمَسُني
أنفاسُها
كاخْضِرارِ الماءِ
في الشَّجرِ..!!
لا لَونَ لِلماءِ...
لا لِلعشقِ...
إنَّهما
لا يُوصَفَانِ
بِلا نَهرٍ وَلا قَمَرِ
أحتاجُ
كَيْ أدَّعي
أنِّي رَأيتُهُما
سَوادَ عَينَيكِ...
لا أحتاجُ لِلسَّهَرِ
أحبُّ
أقصدُ:
يا عينَيكِ..
يا ألقَاً يحتَلُّني
كاحتلالِ الشِّمسِ لِلسَّحَرِ
أحبُّ..
أقصِدُ:
الآمي،
ارتِعاشَ يَدي،
تمزُّقي،
كِبريائي،
حيرتي
عُمُري...
***