الجُثـَّةُ المظلِمَة - محمد البغدادي

سَيُشْهِرُ
أسمَاءهُ المُبهَمَةْ
لِيَثأرَ
مِمَّنْ أحلُّوا دَمَهْ
سَيَجرَحُ سُنْبُلَةً
كَي يُلَطِّخَ بِالدَّمِ
سِكِّينَهُ وَفَمَهْ
سَيَغْتالُ
سِربَ الحمَامِ الأخيرَ
وَيَسبِي مَنَاقِيرَها
المجرِمَةْ!!
سَيُسلِمُ
قُرآنُهُ الوَثَنِيُّ
وَتلحِدُ
أصنَامُهُ المُسلِمَةْ
***
هُوَ ابنُ نِساءٍ
نَسَجْنَ الخَرابَ
ثِياباً
تُرَقِّعُها الأوسِمَةْ
حَبَلْنَ بِهِ
مِنْ قُبُورِ الظَّلامِ
فَأْنْجَبْنَهُ
جُثَّةً مُظْلِمَةْ
هَزَزْنَ إلَيْهِنَّ جِذْعَ الفَجِيعَةِ
فَاسَّاقَطَ الرُّطَبُ
المشْأمَةْ
وَأرضَعْنَهُ
مِن حَلِيبِ الحُرُوبِ
وَأنشَأنَهُ
في كُوَى المأتَمَةْ
رأى نَفسَهُ وَحدَهُ
لا شَرِيكَ
فَأنْزَلَ آياتِهِ المُحْكَمَةْ!!
طَغَى
فَنَفَى صَوتَهُ
مِن قُرَى الكَلامِ
إلى مُدُنِ التَّمْتَمَةْ
وَعَذَّبَ
نَايَ البَداوَةِ وَالحزْنِ
وَاضْطَهَدَ
النَّغْمَةَ المؤلِمَةْ
***
هُوَ الحبلُ
شَدَّ بِهِ الملجَمُونَ
رِقَابَ أمانيهِمُ الملجَمَةْ
تَدلَّى كأحلَى الأراجِيحِ
يَبحَثُ في زَحمَةِ العِيْدِ
عَنْ جُمْجُمةْ
يُؤرجِحُها
طِفلَةً
في الطَّريقِ إلى الشَّنْقِ
تحتارُ أنْ تَفْهَمَهْ!!
هُوَ الآنَ
يَلتَفُّ بِي ..
.. يَرتَقِي ..
دِمَائِيَ
سُلَّمَةً...
سُلَّمَةْ...!!