أغْطِيَة - محمد البغدادي

زُلْفى
إلى اللهِ
أمْ زُلفَى
إلى صَنَمِ؟؟
أَنِّي نَزَفْتُ
على طُولِ الطَّريقِ
دَمي؟
أنِّي أعَضُّ على مَا فيَّ
مِنْ أَلمٍ
فَمي..
وَأبعِدُ عَنهُ الماءَ
وَهْوَ ظَمِي؟!
أخافُ
مِن أيِّ حَرفٍ
لا يمدُّ يَداً
تَشُدُّني
نحوَ كَهْفِ الخوفِ
وَالسَّقَمِ
أخافُ
يا لَلأسى
من صِدقِ قَافِيَتي
وَمِن تَمرُّد إحساسي
على قَلَمِي!!
ذُهُولُ عَينَيَّ هذا
أمْ ضَبابُ أسىً؟
أمْ أنَّها الشَّمسُ
عانَتْ عِلَّةَ الهَرَمِ؟
أكُلَّما أبصَرَ الإنسَانُ
شَاطِئَهُ
وَكادَ…
عَادَتْ بهِ الأقدارُ
لِلظُّلَمِ؟!
***
يَا كَم تَصبَّرتُ..
كَم حَاولتُ
تَرضِيَتِي
لكنَّهُ سَأمٌ
يُفضي إلى
سَأمِ..!!
***
غَارَ الظَّلامُ
وَلَمَّ الليلُ أنجمَهُ
وَنامَ بُومٌ
على عُشٍّ
مِنَ البَرَمِ
وَاثَّاءَبَتْ سَاعَتي الخرساءُ
في كَسَلٍ
وَدَقَّ ناقُوسُها خَمساً
بِلا نَغَمِ!!
وَاجْتاحَ صَوتُ أذانٍ دَافئٍ
أذُنِي
أزالَ عَنِّي
بَقايا رعشَةِ الحُلُمِ
فَجئتِ تُدنينَ
يَا أمَّاهُ
أغطِيَتي
وَكنُتُ
مَا زِلتُ
يا أمَّاهُ
لَمْ أنَمِ..!!
***
صَلاةُ مَنْ هذِهِ؟
مِن أينَ جِئتُ بها؟
لَمنْ سجدتُ؟
لِمَنْ؟
للهِ؟
لِلصَّنَمِ؟
مِن أيِّ ماءِ وضُوءٍ
ضُرِّجَتْ بِدَمٍ
أنقَى مساماتِيَ المكتُومَةِ الألَمِ؟
يَا أمُّ
قولي…
أزُلفَى ذاكَ
لِلصَّنَمِ
لِكي أعودَ
وَثَوبِي فَاقِعُ النَّدَمِ..!!
لِكي أصادِرَ تاريخي…
وَأهربَ مِنْ وَجهِي..
وَأدفنَ
في قَبرِ الرِّضا
قِيَمِي!!
***
أآثِمٌ أنا
إنْ هَدَّمتُ صَومَعَتي
لِكي أقيمَ على أنقاضِها
هَرَمي؟
أآثِمٌ أنا
إنْ حَطَّمتُ نايَ غَدي
وَرُحتُ أرقِصُ أيَّامي
على نَغَمِي؟
***
سَبَّابةُ الموتِ
يا أمِّي
تُشيرُ إلى
رأسي
وتَصرخُ:
هذا رأس مُتَّهَمِ..!!
أرضي
التي هِيَ أرضي
لَو أموتُ لها
يَظَلُّ جُرحِيَ فيها
غَيرَ مُلتَئِمِ!!!
لأنَّني
لم أكُنْ كُفءً لأسئِلَتي
تَركتُها الآنَ
تَنمو فِيَّ
كَالوَرَمِ…!!
***