أخريات الشَّمس - محمد البغدادي

إلى محمد البياتي...
الذي رحل... ونسي
أن يأخذني معه...!!
مُطلٌّ سَنى عَينَيكَ
مِن شُرُفاتِها
كأنْ مَريَمٌ
واستَغرقَتْ
في صَلاتِها!!
مَدِينَةُ أشباحٍ
مَخُوفٌ دُخولُها
دَخلتَ...
وَلم تُخْرِجْكَ
من ظُلُماتِها
وَها أنا آتيها
وَصَوتي يَخُونُني
فَيَسقُطُ أحجاراً
على طُرُقاتِها
أسائِلُها
عن شَاعِرٍ باتَ عِنْدها
فَأصرخُ...
لكنْ كيفَ
يا صَرَخاتِها؟!
تجرْجِرُ رِجليَّ الخطى في دُروبِها
وَقَد أنكَرَتْ أبوابُها
عَتَباتِها
أبا عُمَرٍ وحدي،
المفازاتُ،
يا أخي
تُحاصِرُني،
وَالشَّمسُ في أخرياتِها..!
على قَدَمَيَّ الأرضُ..
أقطَعُ بِيدَها
وَتقطَعُني
كَالموتِ
كُلُّ جِهاتِها
وُجوهٌ
وَلكنْ كَالقُبورِ
تَرَاكَضَتْ
وَرائي
أحسُّ الرُّعبَ
في لَفَتاتِها
وَصوتٌ يُناديني:
القِيامَةَ...،
أعيُنٌ
تَسَاقَطُ
أضلاعٌ
أضاعَتْ رِئاِتها!!
بِلادٌ
تَعَرَّتْ من ثِِيابِ
حَياتِها
وَأبقَتْ
بقايا من جُلُودِ
عُراتِها!!!
أبا عُمَرٍ،
وحدي
أقلَّبُ أرضَها
لَعَلَّ حياةً في خِضَمِّ
مماتِها..!!
مَسَافَةُ مَا بَيني وَبَينَكَ
وُشكُ أنْ أقَاضَى
بأنْ
أُعْطِيتَ رُوحاً
فَهاتِها!!
***