لُغْز - محمد البغدادي

وَطَنٌ
دمي وَشْمٌ
على أعتابِهِ
لُغزٌ
تحارُ الأرضُ
في استيعابِهِ
لَمَّا يَزَلْ
منذُ الحسينِ
دمي يَسيلُ
معَ النَّخيلِ
وَلَمْ أزَلْ أحيا بِهِ
مُتوضِّئاً بِدَمي أتَيتُ
إلى الذي صلَّتْ جِراحُ الأرضِ
في محرابِهِ
فاقْرأْ دمي
فَهُوَ انتمِائيَ لِلفُراتِ
وَلِلبُكاءِ
وَأنتَ مِن أسبابِهِ!!
لا يُسألُ المجروحُ عَن آلامِهِ
عيناهُ تتقِدانِ قَدرَ عَذابِهِ
جُرحي
النَّخيلُ سَماؤهُ
وَنَزيفُهُ نَهرانِ
يَحترِقانِ
فَوقَ تُرابِهِ
وقَصيدتي وَأنا
نَسيلُ معاً
على وَطني
فَيخْضَرُّ انْحِنَاءُ قِبابِهِ
مَن لَم يُصدِّقْ بِالعراقِ
وَنخلِهِ
فقصيدتي رَدٌّ على اسْتغرابِهِ
وَطني
تَمَسُّ الشمسُ طِيبةَ أهلِهِ
فَتنامُ ملء العَينِ
في أهدابِهِ
وَطني
تُحاصِرُهُ الأكفُّ جَميعُها
وتَعودُ
تَستجدي النَّدى
في بابِهِ!!
حاصَرْتَ أنتَ المستحيلَ
وَقَفْتَ رُغمَ عُبابِهِ
وَكَسَرتَ جنحَ عُقابِهِ
أبعدتَ صخرَ الجوعِ
عن طُرُقاتِنا
وَأرادَ كلُّ الكُفْرِ
أنْ نُرمى بِهِ
في ليلةٍ
يَتَبرَّأُ الكُفْرانُ
عندَ صباحِها
منها
ومنْ أذنابِهِ
ستجيءُ
يا ضوءاً
يموتُ الخيرُ
وَالإيمانُ
وَالإنسانُ
عندَ غيابِهِ
وتجيء
تَكتُبنا قَصيداً
رائعاً
يحتارُ
كلُّ النَّحوِ
في إعرابِهِ!!
* * *