مَراياها - محمد البغدادي

(1)
لِلحُبِّ
مِنْ شَفَتَيْ أنثى
مَناسِكُهُ
كَأيِّ دِينٍ
لَهُ رَبٌّ يُبارِكُهُ..!!
***
لِلحُبِّ
قرآنُهُ..
جبريلُهُ..
وَلَهُ نَبِيُّهُ
وَلَهُ أيضاً
مَعارِكُهُ..!!
آمنْتُ أنْ:
"لا"
وَيكفِي أنْ أقولَهُما
حَرفَينِ
مَعناهُما:
دَرْبٌ وَسَالِكُهُ..!!
مَعناهُما:
أنتِ لِي
فَجرٌ يُضاحِكُني
وَمِنْ خِلالِ عَذاباتِيْ
أُضاحِكُهُ..!!
وَأَنْتِ لي
قَدَرٌ مُرٌّ
أعيشُ لَهُ
كَمَا يُشارِكُني لَيلِيْ
أشارِكُهُ..!!
(2)
الشَّاعِرُ لا يَسكُتُ
لا يَكبِتُ
لا يخشَى...
بلْ يَترُكُ كلَّ مَشاعِرِهِ تَهذي
عَنْ ماذا يحدُثُ...
إذْ يغشَى المقلَةَ ما يَغشَى...!!
(3)
تَسألُني: ماذا أعرفُ عنها..؟
فأجِيبُ بِكلِّ بَساطَة..
-لا أجهَلُ شيئاً..
أعرِفُ ماذا تعني عيناكِ إذا التَقَتا مَعَ عَيني...
أعرِفُ أنَّ لِعينَيكِ سَواداً أعمَقَ من أعمَقِ ليل...
حتَّى أنفاسُكِ...
أعرِفُها...
نَفَساً...
نَفَساً...
(4)
تُعيرُ السَّماءُ مفَاتِيحَها امرأةً كُلَّ يَوْمْ..!!
ويَومُكِ هذا...
فَنِثِّي عَلَيَّ...
وَإنْ شِئتِ سَيَّدتي أغرِقيني...
غيومُكِ جُرحٌ
أنا منهُ نزفُ
فلا تفتحي الباب للشمسِ
فحينَ تُفاجئني شمسُ صُبحٍ
أجفُّ..!!
أحبُّكِ قَطْرَةَ ماءٍ تُغادِرُ مملَكَةَ الغَيْمْ..
تَقطَعُ نَحوي مَسافَةَ ما بَينَ
غَيمَتِها وَشِفاهِي...!!
تَسيلُ على شَفَتَيَّ...
أسيلُ علَى شَفَتَيها...
نَسيلُ معاً...
نتَبَخَّرْ..!!
***