يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليما - محمد سعيد الحبوبي

يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليما
فأن رأوك هووا للأرض تعظيما

لُحْ كوكباً وإمشِ غُصناً والتفِتْ ريما
فأن عداكَ آسمها لم تعدك السيما

وجه اغرّ وجيدٌ زانه جِيدُ
وقامة ٌ تخجل الخطيّ تقويما

يامن تجلّ عن التمثيل صورته
أأنتَ مثَّلتَ روح الحسن تجسيما

نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا
هاروت طرفُكَ يُنشي السحر تعليما

فلو رأتك النصارى في كنائسها
مصوراً رّبعت فيكَ الأقانيما

إذا سفرتَ تولىَّ المتقيّ صنَماً
وإن نظرتَ توقى ٌ الضيغمُ الريما

مَن لي بألمي نعيمي بالعذاب به
والحبّ ان تجد التعذيب تنعيما

لو لم تكن جنة الفردوس وجنته
لم يسقني الريق سلسالا وتنسيما

ألقى الوشاحَ على خِصر ٍ توهمٌه
فكيف وشٌحَ بالمرئيُ موهوما

ورجَّ احقاف رمل ٍ في غلائلِهِ
يكاد ينقدّ عنها الكشح مهضوما

ان ألٌم َالحِجل ساقيه فلا عجبٌ
فقد شكى من دقيق الدرز تأليما

الردف والساق رداً مشَيِهِ بهرا
والدرع منقدّة والحجل مفصوما

في وجهه رُسمت آيات مصحفه
تُتلى ولم يخش قاريهن تأثيما

ذي نون حاجبه لو حاؤه آتصلت
في ميم مبسمه لم تعدُ حاميما

ولحن معبد يجري في تكلٌمِهِ
إنْ أدمجَ اللفظ ترقيقاً وتَرخيما

يانازلي الرمل من نجد احبكم
وان هجرتم ففيما هجركم فيما

ألستُمُ انتُمُ رَيحانَ أنفسُنا
دون َ الرياحينَ مَجنيٌاً ومَشموما

إن ينأ شخصكم فليدنو طيفكمُ
لو أن للعين إغفاءً وتَهويما

هل توردون ظمآءً عذب منهلِكُم
أمْ تصدرون الاماني حِوٌماً هِيما

لي بينكم لا أطال الله بينكمُ
غضيض طرفٍ يردّ الطرف مسجوما

انا رضيع هواه منذ نشأتِهِ
ونشأتي لم تردني عنه مفطوما

ما حلتُ عنه ولا عن عهد صبوته
وان أطال الجفا عزماً وتَصميما

حرمَّت وصلي كما حللتَ سفكَ دَمي
صدقتُ شرعك تحليلا وتَحريما

ياجائراً وعلى عَمْدٍ أحَكُمٌهُ
أعدِلْ وجرْ بالذي ولاّك تحكيما

لك الصبا والجوى لي والعُلى لعَلي
وقل (لهادي) الهدى طرداً وتقسيما