أيّها الساقي - محمد سعيد الحبوبي

****
أيها الساقي ومن خمر اللمى
نشوتي فاذهب ببنت العنَبِ
أين هذا الخمر من ذاك الرضاب
وهو عذب للمعنىّ وعَذاب
فأسقنيها من ثناياها العَذاب
****
وأطف فيها من فؤادي الضرما
واقض هذا اليوم فيها أرَبي
قد فديتُ الغيد لماَّ ان بدتْ
ولها الأغصان طوعا سجدت
وبها الأقمار في الليل اهتدت
****
مثل ما عادَ نهاري مُظلِما
من أثيث الجعد يا لِلعَجَبِ
تعقد الزنار في حلّ العهود
مذ أرتهم حسن هاتيك النهود
ولها الأصنام قد خرْت سجود
****
مثل ما فيها عبدتُ الصنَما
وهواها اليوم أمسى مذهبي
****
نسج الحسن لها برد الدلال
فبدتْ تختال في عزّ الجمال
غار منها الغصن إذ مالتْ فمال
وقلوب الناس أمست حُوَّما
فوق خدّيها وفيها الأشنَبِ
****
مالتِ النفس إليها فلستْ
مَنْ به للنوم عيناي قَلتْ
وكؤوس الموت فيها قد حلتْ
وعليه لم أزل ابكي دَما
وهو لاهٍ لم يزل باللعَبِ
****
فأسعديني يا ابنة الدوح فقدْ
قطع الصد لأحشائي وقَدْ
ولهيبُ الشوق في قلبي اتقد
وجفون العين تحكي الدِيَما
وهي لم تطمع بطفو اللهَبِ
****
يا حمام الدوح بالله أعدْ
سجعك اليوم لصبّ وأجد
ان تكن مثلي مهجوراً فزدْ
رّبما يطفي غليلي رّبما
سجعك اليوم بلحن مُطرِبِ
****
يا حمام أنَّ في وادي العقيقْ
لا أرى لي غيرك اليوم صديقْ
فمتى من سكرة الحب تَفيقْ
والى ما فيه تخشى اللُّوَّما
وتراعي نظرة المرتَقِبِ
****
يا حمامٌ لم ترعْه بالفراق
جيرةٌ تعقد بالهجر النطاق
أنت والغصن بضمّ وعناق
وبأسر الريم أصبحت وَما
دفعت عني سرايا العَربِ