يامُعير الغصن - محمد سعيد الحبوبي

يامُعير الغصن قداً اهيفا
ومعير الريم مرضى الحدق

هل الى وصلك من بعد الجفا
بلغلة ٌ تنعشُ باقي رمقي

****
****

همتُ في حبك والحبّ هيام
فلي اللومُ ولا لوم ٍ عليكْ

وتعاصيتُ على داعي الغرام
فوقعتُ اليوم طوعاً في يديك

كلّما رمتُ أعاصيكَ الزمام
جذبتني سورة الحبّ اليك

وإذا جال فؤادي وقفا
حول مغناك فلم ينطلق

وعلى نادي هواك اعتكفا
فغدى مأمنه في فرق

****
****

أنت ياذا الدلّ والحسن البديع
لي بثّ لْك لو تسمعه

بنتَ عن جنبي وقد كنت الضجيع
فنبا بعدك بي مضجعه

قد وصلت الحبل في الفي شفيع
وبلا ذنب بدا تقطعه

****
****

انّ من راع فؤادي بالجفا
كلّف القلب بما لم يطق

آه من ذي قوة قد ضعُفا
بالهوى ليت الهوى لم يُخلق

****
****

بتُ من حبّك ذا طرف قريح
محرقي وجدي ودمعي غامري

خضل الأردان ذا قلب جريح
أتحرَّى كل برق حاجري

مالقى القيسان قيس بن ذريح
ما ألاقيه وقيس العامري

لا ولا عروة فيما سلفا
بعض ما لاقيتُ في الحب لقي

ليت دين الحبّ لمّا خُلقا
لم تقم بيعته في عنقي

****
****

اصبحتْ روحي في مثل الخلال
مذ تلاشى الجسم في علّته

وانا اصبحت عن شخصي مثال
بارزاً للناس في صورته

مَن رآني خالتي طيف الخيال
وآعتراه الشكُ في يقظته

****
****

اثرَ النمل على صُمّ الصفا
تركتْ مقلته من رمقي

لستُ الحاه على ما اتلفا
انّما اشكره في ما بقي

****
****

خلق الرحمن جسمي والضنا
ناظري والدمع قلبي والوجيب

مقلتي والسهد روحي والعنا
اضلعي والوجد لبّي واللهيب

سبعة في سبعة قد قرُنا
ان هذا لهو الخلق العجيب

****
****

وعلى الوفُق جرى ما آختلفا
دأبُها جار ٍ بهذا النّسق

حسبي الله جسيباً وكفى
من تباريح أهاجتْ حُرقي

****
****

فآسقني كاساً وخذ كاساً اليك
فلذيذ العيش ان نشتركا

وإذا جدتَ بها من شفيتك
فآسقنيها وخذ الأولى لكا

او فحسبي خمرة من ناظريك
أذهبتْ نسكي وأضحتْ منسكا

وآغتنم صفوك قبل الرنق
ان صفا العيش فما كان الصفا

او تلاقينا فقد لا نلتقي