الرائي - محمد طالب الأسدي

ماذا تجئُ بهِ إليكَ الريحُ
لغْط ٌ بمئذنةِ الرؤى وفحيحُ

ماذا يؤرق غمغمات تمردٍ
منذ ابتُـليت بها وأنت ذبيحُ

منذ اتقدْتَ بما تقولُ سحابة ٌ
أمطارها فوق الجهات صفيحُ

منذ ازدهار ممالحٍ موبوءةٍ
وضغائنٍ في اللاجهات تقيحُ

منذ اقترفتَ مع الفصول مواسما
فيها على الصلصال تعلو الروح ُ

مذ ألقمتكَ الأرضُ ثديَ ولائها
ورؤاك في الوجع العميق تسوح ُ

مذ ابتكرتَ لنا مفاتيح المدى
ومكائد الكهان عنك تشيح

فغمستها في أخضرٍٍ وبأحمرٍ
غَمَسَتْكَ حتى أشكلَ التوضيح ُ !

ماذا يرتل في رمادك جنة ً
أيَّ انبعاث في الخراب يصيح ُ

أهو الدم المسفوك في محرابه ِ
أم وجهنا المشروخ ُ حين يطيح ُ

كم في المقاحط من غرابٍ صاخب ٍ
زلفى لنُصب ٍ بالهراء يبوح ُ

متسلقا جثث الضحايا يرتقي
أمجاده والقبح فيه مليحُ !

صدق جموحك .. كل شئ كاذب ٌ
إلا جموح يقتفيه جُموحُ