لولا... - محمد مهدي الجواهري

الروح أشْقَتني وجُلُّ صَحابتي
ما أشقتِ الشعراءِ إّلا الروحُ

توسي الجروحُ وليس يوسي شاعرٌ
بصميم إحساساته مجروح

في القلب من أثرِ الهُموم ووَسْمِها
سِمةٌ على النَّفسَ الحزين تلوح

فَنِيَتْ قواف ما قرحن وإنما
خلدت بذكرى " ذى القروح " قروح

ولَكَمْ طَرِبتُ فما أجَدتُ وحسبكم
أني أُجيد الشعر حين أنوح

أما التباريحُ الحِرارُ فإنها
للنَفْس مما تشتكي ترويح

يا موطناً عَزّت به " خرطوشةٌ "
ذُلاًّ وهانَ دمٌ له مسفوح

لولا اتقاءُ رواصدٍ مبثوثةٍ
هتكتْ مُتونَ المجملات شروح

ولقد يَحسُ الشاعرون بأنهم
عبءٌ على أوطانِهِم مطروح