يوم فلسطين - محمد مهدي الجواهري

هبت الشامُ على عاداتها
تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا

نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ
في فِلَسْطينَ . وشملاً مِزَقا

بَرَّ بالعهد رجالٌ أُنُفٌ
أخذ الشعبُ عليهم مَوْثقا

شرَفاً يومَ فِلسطينَ فقد
بلغ القِمَّةَ هذا المرتقى

ألبس الملكَ رداءً وازدهت
روعةُ التاريخِ منه رَوْنقا

اسمعي يا جِلَّقٌ !! إن دماً !
في فِلَسْطينَ هضيماً نطقا

عربياً سال من أفئدةٍ
عربياتٍ تلظت حُرَقا

صبغ الأرضَ وألقى فوقها
من فداءٍ وإباءٍ شفقا

تَحْمِلُ الريحُ إلى أرجائها
من زكّياتِ الضحايا عَبَقا

اسمعي يا جلقٌ !! إن دما !
في فِلَسْطينَ ينادي جِلَّقا

اسمعي : هذا دمٌ شاءت له
نخوةٌ مهتاجةٌ أنْ يُهْرقا

شدَّ ما احتاجت إلى أمثاله
أممٌ يُعوِزُها أن تُعْتَقا

شاهدٌ عدلٌ على الظلم إذا
كَذَبَ التارِيخُ يوماً صدقا

احملي ما اسطَعْتِ من حبّاته
واجعليها لعيونٍ حَدَقا

يسقطُ الطفْلُ على والده
وارداً موردَه معتنِقا

وتمر الأمُّ غضبى ساءها
في سباق مِثلِهِ أن تُسبَقا

نَسَقٌ للموت لم نسمعْ به
ليتنا نَعْرِفُ هذا النسقا

هكذا تُعْلِنُ صرعى أمةٍ
أن شعباً من جديدٍ خُلِقا