هجرت الديار - محمد مهدي الجواهري

هجرتَ الديارَ فقلتُ العفا
لربع السُّرور وزُزارِهِ

وبتُّ بليل لفرط الأسى
كَلَيل الضجيع على ناره

وظل يحن فؤاد المشوق
لذكر الحبيب وأخباره

تفيض دُموعي بتَذكاره
زماناً تَقَضّى بأوطاره

ولوبِنتَ – لا بنتَ – عن ذا المحيط
لضاق عليَّ بأقطاره

أطلت المُقام ألا عودةٌ
تحيي " الغريَ " بأنواره

لعمري أساء اليك الصنيع
زمان يُشاب بأكداره

كذا الدهرُ كم حاز من خامل
وحرٍ تصدى لأفكاره

علوت على موجه بعدما
تحداك عارم تياره

تنُم بطيب شذاك البلاد
كما الروضُ فاح بأزهاره

بعيشك شاطر فؤادي الهموم
فقد ضاق صدري بأسراره

فمثلك يُنهِضُ قطرَ العراق
ويَجْمَعُ أشتات أحراره

فلا تحرِمِ الشرقَ من مقولٍ
تروع عداه ببتاره

دُعُوا ودُعيتَ لنظم القريض
فكنت َ السَّبوقَ بمضماره

فهل أنت تغنَمها فُرصةٍ
فتُنهِضَ قطركَ من عاره