هلموا وأنظروا - محمد مهدي الجواهري

الا لا تسألاني ما دهَاني
فعن ايِّ الحوادثِ تسألانِ

بكَيت وما على نفسي ولكنْ
على وَطَنٍ مُضام مُستَهان

على وَطن عجيفٍ ليس يقوَى
على نُوَبٍ مُسلْسلةٍ سمان

تظُنُّ زعانفٌ . والظنُ إثم
باني لا أُرامي من رَماني

أأتركُهم وقد أغرَوا بأخذي
وأنساهُم وقد غَصَبوا مَكاني

اما واللهِ لولا خوفُ واشٍ
يحرَّفُ عن مقاصِده بَياني

إذنْ لملأتُ محفِلَكم شُجوناً
دماً يبكي عليها الرافدان

ولكني أطمَّنُ من هِياجي
وأمنع أن يغالبَني جَناني

لِحاظاً للعواقب وانتظاراً
ليومٍ ضامنٍ نيلَ الأماني

أمثلي تَمنَعون عن القوافي
ومثلي تحبِسون عن البيان ؟

سيمنعُ من طلاقته لساني
متى مُنِعَ الظهورَ الفرقدان

دعوه انه بالرغم منكم
جوادٌ سابقٌ ملءَ العِنان

عريقٌ ليسَ بالمجهول أصلاً
ولا يَنمي لآباء هِجان

أنا الصَبُّ الذي مَلَك القوافي
ولم يبلُغْ سوى عشرٍ زماني

حياتي للعراق فِدىً ووقفٌ
على وطني ومُصلِحُه كياني

ولو سُئِل الجمادُ لمن قريضٌ
تَهَشُّ له إذا يُروَى عَناني

" ولو اني بُلِيتُ بهاشميٍّ
خُؤولته بنو عبدِالمَدان

لهان عليّ ما ألقى ولكنْ
هلُّموا وانظروا بمن ابتلاني "