يراع المجد - محمد مهدي الجواهري

جدع الجبارُ أنَفَ المعجَبِ
واصطلى الطاغي بنيران الأبي

ورأى التاريخُ ما لم يره
من نضالِ الصابرِ المحتسِبِ

يا يراع المجدِ هذي صفحةٌ
اَمْلِ ما شئتَ عليها واكتُب

خَبِّرِ الاجيالَ كيف افتخرت
ساحةُ الموتِ بشيخٍ وصبي

وفتاة بالردى هازئةٍ
أمسِ كانت نجمةً في ملعب

امةٌ تنفح عن " معتقد "
وبلادٌ تدّري عن " مذهب "

عانق الموت زؤاماً سادر
ظنَّها " باريسَ " بنْتَ الطرب

واراها كيف رجسُ المعتدي
فأرتْه كيف طُهْرُ المُغضَب

ثم تلته يدٌ " كادحةٌ "
تُحْسِنُ الصَّفعةَ للمغتصِب

يا رجاءَ الكونِ في محنته
يا شُعاعَ الأملِ المستعذَب

يا بُناة الحقِ والعدلِ على
ملعب من قيصريٍ خرب

سجدَ ابنُ العقلِ والفقرِ به
مرغماً لابنِ الخنا والذهب

يا ينابيعَ رجاءٍ فُجَّرتْ
لظِماءٍ وجياعٍ سغّب

يا نقاءَ الفكرِ في جوهره
لم يُدَلَّسْ بالكُنىَ والرُّتَب

تأنف القدرةُ في ذِرْوَتِها
وإلهٌ في السما أن تُغْلَبي