بغداد في الليل - مصطفى جمال الدين

حَدَّثي بَغدادُ عن ذِكرى هَوانا
كُلما ضَمتْ شواطيكِ الحِسانا

حَدثيهنَّ وقـُولي: إنهــا
ليلة ٌ حَمراءُ.. فاضَتْ أرجُوانا

حَدثي فالحُبٌ أشهى ما يَرى
أن تقولي: ههنا كانتْ.. وكانا

ههنا (نجدٌ) أفاقتْ من كرى
ليلةٍ, طالتْ على الحُبًّ زمانا

أطبقتْ أجفانها في ساعة
أطبقَ التُربُ على (قيسٍ) مُهانا

وأفاقتْ بـَعــدَ ألفٍ فإذا
بالثرى يَعبَقُ حُباً وحَنانــا

وإذا (قيسُ وليـلى) نِبتَة
تُثمِرُ الحبَّ الذي تَجني يَدانا

حَدَّثي بغدادُ عن ليلِي إذا
ضاقَ بالغيدِ (النُوَاسيٌ) مَكانا

وإذا ألهبَ أهلِيــهِ الهوى
فآستحال السَمرُ الحُلوُ دُخانا

وإذا مَرتْ عليهم ساعــةً
يَعجَزُ الحبَّ بها عن أنْ يُصانا

ويَحارُ الصَمْتُ:هل رنـَّت به
قـُبلة ٌ؟!.. هل غَدَرَ الحبُّ فخانا؟!

ليلة ٌ خيرٌ من (الالفِ) التي
أغـْفَلتْ عن (شهرزادَ ) السيفَ آنا

لم يكُ (المهديٌ ) من فِتيانها
غَيرَ صَبَّ يترضى (الخيْزُرانا)

و (ابنُ هاني) سَادرٌ في غِيدِها
لم تكن بُغيتـُهُ إلا (جِنانا)

كم بها من أذنٍ أسعَدهــا
أنْ وَعَدتْ نجوى الحبيبين ِ بيانا

وثغورٍ ذهَلتْ عن نفسِــها
وكراسيٌ-بلا قَصدٍ- تدانـى

وفتاةٍ رَعشتْ من غيْــرَةٍ
شفتاها.. إذ تلاقتْ شَفتــانا