في الشام - مصطفى جمال الدين

في الشام في مثوى امية مرقدُ
ينبيك كيف دم الشهادة يخلُدُ

صرح من الايمان زهو اميةٍ
وشموخ دولتها لديه يسجدُ

رقدت به بنت الحسين فأوشكت
حتى حجارة ركنه تتوقد

كانت سبية دولة تبني على
جثث الضحايا مجدها وتشيدُ

حتى اذا دالت تساقط فوقها
بأسُ الحديد وقام هذا المسجدُ

هيّا استفيقي يا دمشق وأيقظي
وغداً على وضرِ القمامة يرقدُ

واريهِ كيف تربعت في عرشهِ
تلك الدماء يضوء فيها المشهدُ

من راح يعدل ميل بدر أمسهُ
فُلت صوارمه ومال به الغدُ

ستظل هند في جحيم ذحولها
تجتر أكباد الهدى وتعربدُ

ويظل مجدك يا رقية عبرةً
للظالمين على الزمان يتجددُ

يذكو به عطر الأذان ويزدهي
بجلال مفرقة النبي محمد

ويكاد من وهج التلاوة صخره
يندى ومن وضح الهدى يتوردُ

وعليه اسراب الملائك حوّمُ
وهموم أفئدة الموالي حشدُ

وبه يطوف فم الخلود مؤرخاً
بالشام قبر رقية يتجددُ