لرمادها ورماد الوطن - مصطفى جمال الدين

عودي فقد ضيٌعتُ بعدكِ ذات
ونسيتُ كيفَ أذوق َ طعم حياتـــــي

وعرفتُ كيفَ يتيه في غمر الضحى
طرف لفقدك زائغ...... النظـــــراتِ

طفقت أزرع كل ُ صبحٍ مجدب
بوريث مانظُرتِ من .....سنـــــواتِ

فإذا بعمر كنت خصب مروجه
حطب لأيام هجرت مــــــــواتِ

ياوهج أشعاري وزهو خواطري
وضماد أوجاعي وبرءَ شكـــــــاتي

عودي كما قد كنت عش قصائدٍ
تأوي إليك مهيضةَ الكلمــــــــاتِ

قد كنت تحتضنينها مذعورة
وتدللين نفورها بأنـــــــــاةِ

وتحاولين طموح رخو جناحها
ألا يطير على مهب عــــــــــاتِ

طارت وأتعبها الرفيف فلم تجد
وكراً كثغرك مترف البسمــــــــاتِ

هيا إحضني زغباً تعوٌد ريشه
ألاٌ يراكِ بطيئةَ اللمســــــــــاتِ

ياألف ليلةِ(شهرزاد) حديثها
أبدا بسمعي ماتع الحلقــــــــاتِ

ظمئت لسكب الذكريات مسامعي
وترقب آناءهن.... فهاتــــــــــي

وهفت عيوني للضحى متضرجا
فوق الجبين الصلت والوجنـــــــــاتِ

وتنصتت رئتاي تزعم :أنها
سمعت رفيف شذاك في النسمــــــاتِ

لا كأس تطفي جانحي وفي فمي
عطش لوجهك لافح الجمـــــــــراتِ

بردى يرف فأجتويه لأنني
ضيٌعتُ في عينيك عذب فراتــــــــي

وأعاف ظل(الغوطتين) لعلني
أتفيأ الهفهفاتِ من سعفــــــاتِ

حلم أفر إلى خلوب ظلاله
من لدغ هذا الجمرفي يقظـــــــاتي

وتعله العشاق ماهو منعش
ميت الرجاء... وليس ما هـــــوَ آتِ

ياأنت ياوطناً حملت ربوعه
في غربتي وجمعته بشتــــــــاتي

عيناك منبع رافديه وملتقى
فرعيك خضر مروجه النضـــــراتِ

وإذا نطقت سمعت عذب لحونه
خرير ساقيه وعزف رعــــــــاةِ

وأكاد إن هومت أحضن قريتي
لتعبى وقد غرقت بليل سبــــــــاتِ

فإذا صحوت صحت مدارج صبيةٍ
وثغا ء ماشيةٍ ولهو لِـــــــداتِ

ورأيتني وأنا ب(جلق) ما لئاً
سوق الشيوخ علي ست جهاتـــي

ماذا أأقرب منه حين وجدتني
أنأى فتلصقني به نبواتــــــي؟

أم أنت ياوطناً تركت ربوعه
نهباً لنار وغىً ونارِ تــــُــراتِ

أزمعت ألا تعكسيهِ بخاطري
إلاُ كما هو كالح القسمــــــــاتِ

وطني رماد جنائنٍ محروقةٍ
وأنا وأنت هنا رماد حيــــــــاةِ