يقظان - مصطفى جمال الدين

نبئـوني يامَنْ برفحاءِ بانوا
كيف يَغفو بليلها اليَقــــــظانُ

كيف هزت عواصف الرمل مهدا
ضجرت من بٌكائِهِ الأوطــــانُ

ضاق فيه حضن الفراتين ذرعا
فتلقته هذه الكثبـــانُ

فرشت جمرها له مهج البيد
وجادت بشوكها الســـعدانُ

وتولته بالرضاعة أثداء
السواقي وهدهدته الرعــــانُ

ثم غطاه من لضى القيظ لفح
أريحي يغار منه الحنـــــانُ

فاستنامت في (نجد كالذئب إحدى
مقلتيه وفي العراق الجنــــانُ

وهنيئا لحاضني(القائد الرمز
وما يحضنون هذا الرهــــانُ

نام أطفاله لديه وغصت
ببقايا اطفالنا الوديـــــانُ

غير أنا على الصحارى وما هنٌا
وهم في ذرى القصور وهانــــو

ياوليد الصحراء لاتعرف الصحراء
عودا يلويه رخوا بنــــانُ

كن_ كما أرتجيك عود قناة
يتمنى لو يعتليه سنــانُ

إن يوما ولدت فيه ليوم
نسيت نفسها به الازمــانُ

ضاع تاريخه القريب وشبت
في حنايا خموده النيـــرانُ

فتناسى المدل بالرعب أن ال
نار في كف جاحميه دخـــانُ

وبأن(الحزب) الذي كان جيشا
يرعب الناس هوله ألعبـــانُ

والزعيم الذي حشرنا (حمورا
بي) بتمثاله العظيم جبـــانُ

وبان الشعب الذي كان يوما
مرتع الشك كله إيمـــانُ

ثار زحفا يحطم الخوف حتى
لم يعد فيه للقيود مكـــانُ

كربلا آته تناست ماسيها
وغطى (عاشورها شعبــــانُ

وانتماآته لأيام بدر
لم يبدد أحسابها نيســــانُ