عَاجُ آسيا... - معد الجبوري

تَلْتَقِي المَوْجتانِ،‏
ويَعْلُو الزَّبَدْ...‏
ثُمَّ...‏
يَنْهَمِرُ المَطَرُ الآسْيَويُّ،‏
وبين الأَصَابِعِ،‏
ينبضُ عاجُ الجَسَدْ...‏
***‏
مَوْجَتانِ،‏
وَيَنْتَشِرُ البحرُ،‏
تُورِقُ غابَاتُ آسيا،‏
وتخفقُ أَجْنِحَةٌ في الظلامْ....‏
فادخل الآنَ،‏
في مَعْبَدِ العَاج،‏
حَوْلَكَ يَلْتَفُّ زَهْرُ المياه،‏
وبين يديكَ يَلِينُ الرُّخامْ...‏
***‏
مَعبدَ العاجِ،‏
يامعبدَ العاج،‏
كيف أُمِيطُ اللثَامْ...‏
عن صَحَارَى مِنَ القيظِ؟‏
عينايَ مُطْبَقتانِ،‏
على الحلمِ،‏
والبرقُ في شَفَتّيَّ احتَشَدْ..‏
أيُّ نجمٍ تناثرَ حولِي،‏
حدائِقَ مِنْ فِضَّةٍ،‏
ثُمَّ أيْقَظَ، في لحظةٍ،‏
غابَةَ الجِنِّ في جَسَدِي،‏
وَابْتَعَدْ؟!..‏
***‏
معبدَ العاجِ،‏
يا معبدَ العاج،‏
أَطْلِقْ طيورَ دَمي في فَضائِكَ،‏
خُذ شَفَتِي،‏
وأرِحْ لُغَتي‏
مِنْ فَضَاءِ الكلامْ...‏
لحظاتِ،‏
وَيَنْفَرِطُ الموجُ،‏
لا يَتَبَقَّى من الحُلْمِ،‏
إلاّ شذىً غامِضٌ،‏
ونَثِيثُ غَمَامْ...‏
ثُمَّ...‏
تُعَتِمُ غاباتُ آسيا،‏
وتنأى الصحارى،‏
عن البحرِ،‏
والبحرُ مابينَ جَزْرٍ،‏
وَمَدْ...‏
***‏
تهبطُ الموجتانْ..‏
موجةً،‏
موجةً،‏
..... لا أَحَدْ..‏
يَرْحَلُ البحرُ،‏
ترحَلُ..‏
ياعاجَ آسيا،‏
عليكَ السَّلاَمْ‏
ستنبضُ في جَسَدِي،‏
للأبَدْ...