موسم آخر لطائر الغابه... - معد الجبوري

هناك... هنا...‏
أعودُ الآنَ للغاباتِ،‏
للبحرِ المحُيطِ أعودُ،‏
غُصْناً ، مَوْجَةً، طفلاً غريقْ...‏
تعودُ الآنَ فاطمةُ التي ضاعَتْ،‏
وراءَ مَدائن البترول.‏
فاطمةُ التي رَحَلْتْ،‏
وخَلَّفَتِ السَواحِلَ صافِنَاتٍ،‏
واليمامَ يَنُوحُ في الحيِّ العتيقْ...‏
***‏
ذاكَ الصبيُّ،‏
يعودُ للحيِّ القديمِ الآن،‏
يدخلُ فيهِ قنطرةً،‏
ويعبرُ فيه قنطرةً:‏
تَوَهجَّ فِيَّ، يازمن الطفولِةِ،‏
ذاكَ وجهي،‏
طالِعٌ في مَرْمَرِ البيتِ الكبير،‏
وَفَوْقَ قوسِ الباب‏
وجهي بَيْضَةُ الطّاقِ المُطَوَّق،‏
حَدْوَةُ الفَرَسِ القديمةُ،‏
زَهْرَةُ البَيْبُون‏
ها أنذا،‏
أُعَلِّقَ فَوْقَ قَوسِ الباب،‏
جِلْدَ النَّمْرِ،‏
ريشَ الطائرِ الذهبيّ،‏
أُلقي قبلَ أن أمضي،‏
عَصايَ،‏
وَخِرْقتي،‏
والقوسَ والنُشَّابْ..‏