مَشْهَدٌ وانتهى... - معد الجبوري

"إلى شِفَاء العُمَري"‏
عند قُنْطَرَةِ العُمَريَّةِ،‏
أو جامعِ العُمريَّةِ،‏
تَأْتي طيورُ المَحَلَّةِ،‏
يأتي "شفاءُ" الصَبيُّ،‏
على جنحِ طَيَّارةٍ ورقيّه..‏
وَنَجيءُ مَعاً،‏
يَهْطِلُ المَطَرُ الناعِمُ الآن،‏
فوقَ الوسائِدِ،‏
والفَاخِتَاتُ على شَجَرِ التوتِ،‏
والبردُ - بَرْدَ العجوزِ-‏
يمرُّ على العتباتِ،‏
ويُلْقِي عَلِيقَتَهُ،‏
ويغيبُ،‏
وكُنَّا ننامُ،‏
وتبقى الأَزِقَّةُ ،‏
تبقَى القناطِرُ حتى الصباح،‏
ونَنْعَسُ تحتَ العباءاتِ،‏
بين الحكاياتِ،‏
حول الكوانين،‏
كان الشتاء أليفاً،‏
لماذا يعودُ الشتاءُ لنا الآن،‏
دُونَ شِتاءٍ، ودونَ كوانين؟!‏
آهِ، لقد رَحَلَتْ زَهْرَةُ العمرِ،‏
لم يَبْقَ غيرُ الخَرابِ،‏
هوى شجرُ التوتِ،‏
وانْتَشَرَ الجوعُ،‏
وانْفَتَحَتْ هُوَّةٌ،‏
أينَ ذاكَ الزَّمان؟!‏
وداعاً، وداعاً، وداعاً...‏
***‏
مَشْهَدٌ وانتهى‏
مَنْ تُرى قَطَعَ المشهَدَ الحُلْوَ،‏
مَنْ أَثَّثَ البيتَ،‏
بالجوعِ والخوف؟!‏
هل غادرَ المخرجون؟!‏
سنبقى وراءَ الكواليس،‏
مَنْ يلعبُ اليوم أدوارَنا؟!‏
ياشفاءُ الصبيُّ،‏
اقطعِ المشهدَ الصَّعْبَ،‏
أوقف إذا ما تعرَّيَت،‏
لُعْبَتَنا المُتْعَبَهْ...‏
أشْعِلَ الخَشبَهْ...‏
وارحلِ اليوم للحُبِّ،‏
آهِ،‏
لماذا تَوَقَّفَتِ العَرَبَهْ؟!‏
اعطِني كِسْرةً،‏
خَبَّأْتْها المدينَةُ،‏
بين شقوق الحوائِطِ،‏
هاتِ الزمانَ الذي غابَ،‏
واتبَعْ خُطايْ...‏