بين زاويتين - وحيد خيون

وأحْـبَبْـنا
وأعلـَـنـّا البداية َ من صباح ِ اليومْ
وحتى آخرِ العَصْرِ
جَمَعْـنا أحرُفاً ثمّ استـَرحنا ثمّ غـنـّيْنا
زرعْـنا الآسَ والنـَـعناعْ
وأعدَدْ نا الدموعَ لساعةِ الهجرِ
فإنْ جرّدْ تـَني ما كنتُ إلا ّ عبرة ً في غربةٍ تجري
نسينا أننا غرباءْ
نسيتُ بأنني شئ ٌ وأهلُ مدينتي أشياءْ
نسيتُ مدينتي .... قـلـَـمي
نسيتُ ملابسي وحذائيَ المفتوقْ
نسيتُ الناصريّة َ كلـّـَها وبدأتُ أنسى السوقْ
نسيتُ شريعتي في غرفتي وهربتُ من ألمي
أتـَـذ ْ كـُرُ أنني بالأمس ِ كنتُ مُعَـلـّـقا ً بالباب ْ ؟
وحقِّ البابْ
وحقِّ حبيبةٍ ترنو من الشباكْ
تـُبَـلـِّـلُ شعرَها بدَمي
وحقــِّـكَ صاحبي كانت مصادفة ً
وقد غنـّـيتُ من ألمي
نعمْ يا صاحبي مسؤولة ٌ قدمي
وتلك خطوطـُـنا الأولى
ولكنْ زوّدوها حبّة ً فاسْـتكمَلـَتْ طولا
أرادونا نطيرُ ونتركُ الشجره
لذا فارقتـُـهـُمْ وبَصَمْـتُ بالعَشرَه
كذلكَ دائماً أبناءُ زاويتي
فضوليّونْ
لهذا غيّرَ البَحّارُ مجراهُ
وراحَ يدورُ من ضِفةٍ إلى أُخرى
صحيحاً كانَ مجرانا
ولكنْ يا أخي قد بدّلوا المجرى
لماذا قرّروا أن يدفنوني قبلَ موتي تحتَ أشجاري ؟
دعوا صوتي ... دعوني ... مالكم شأنٌ بأوتاري
دعوني ... كدتُ أنسى أنني مسجونْ
ظننتُ خرَجتُ من قفصي
رفعتُ جناحيَ المجنونْ
وطرتُ بغايتي حتى انتهتْ قِصَصِي
صباحاً أو ضحىً أو ليلْ
ضحِكنا أو بكينا فالنهاية ُ آخرَ العصْرِ
أنا بيَـدَيّ قد هيـّـأ ْتُ أكفاني
وأحضرتُ الطـّـَهُورَ وجئتُ بالسِّدرِ
حفرتُ براحتي قبري
كتبتُ ....... متى ؟
ومازالتْ متى ... حتى انقضى عمري