الليلة السابعة - وحيد خيون

أنا والريحْ
لا أهْـلٌ ولا أحبابْ
ولا أحدٌ معي في هذه الغربهْ
أنا والريحَ لا أ ُمّي ولا الأصحابْ
ولا مِن إخوَتِي أحَدٌ يَدُقّ ُ البابْ
بعيدٌ فوقَ ما يتصَوّرُ الناسُونْ
بعيدٌ فوقَ ما يَصِفـُونْ
أحنّ ُ لِسَعْـفـَةٍ في (الناصِرِيّةِ) مِن بساتيني
لقد كانتْ تصُدّ ُالرّيحْ
وكانت كلـّما عَصَفـَتْ بي الأيامُ تـُؤْويني
أحنّ ُ لقاربٍ ينسابُ ضِدّ الماءْ
أحنّ لمنزلي المهدومْ ......
ونهرٍ لم يُسَـمّـوهُ
وما زالتْ نـُهَيْراتُ العراق ِ تـُفارقُ الأسماءْ
أنا والريحْ
وأمي حينما يأتي المساءُ وتدخلُ الغرفه
ترى صُوَرِي
تـُكـَلـِّمُ نفسَها ... تبكي على قـَدَري
وترجفُ مثـلـَما سَعْـفـَهْ
أيا ولدي ..... وأعلمُ لا تعودُ لهذِهِ الغرفهْ
سريرُ كَ فارغ ٌ مِن عودِكَ الرّطِبِ
وتبكي كلـّما ترنو إلى كـُتـُبـِي
وقرآني... وتربةِ كربلاءَ ... وسِبْحَتِي السّودَاءْ
وصَحْبي كلـّما سألوا ......
تـُغـَطـِّي مُقـْـلـَة ً مخنوقة ً بـِرِداءْ
وأظـْهَرَتْ الخِمارَ مُبَـلـّـلا ً بالماءْ
شهادتـُـكَ العزيزة ُ... أين أ ُخفيها ؟
قصائدُ كَ الأسيرة ُ... أين أطويها ؟
تراثٌ أنتَ يا ولدي ......
وليلة ُ بابل ٍ لمْ نـَدْرِ ما فيها
رفاقـُـكَ جُـلـّـُهُمْ ذهَبُوا ....
وما ترَكـُوا .... سوى البَصَمَاتِ والآثارْ
وشـُرْطِـيٍّ ببابِ الدارْ
جزاهُ الله ُخيرًا ... يدفعُ الأخطارْ !!
أيا ولدي ... وأعلمُ لا تعودُ لهذه الغرفهْ
وهذا جارُنا قـَـلِـقٌ .... يُناديني ...
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّـلا ً بالريحْ
وراحَ مُحَمّلا ً بالريحْ
أنا والريحَ ثانية ً أنا والريحْ
خـُـلِقـْـنا للحدودِ و للمسافاتِ
خـُـلِقـْـنا للمنافي .. للسجون ِ وللمناجاةِ
أتى رجُلُ البريدِ مُحَمّلا ً بالريحْ
وراحَ محملا ً بالريحْ
فقدتـُـكَ آهْ ............. ياولدي
وأنت لهذهِ الأيام ِ مُعْـتمدي
لمَنْ مِنْ بعدِ وجهـِكَ أفتحُ العينينْ ؟
ومِن أينَ السبيلُ لوجْهـِهِ .... مِن أينْ ؟
لمَن لو ضاق بي أمَدِي ...
أمُدّ ُ يدي ؟
لمَن مِـن بعدِ وجهـِكَ أشتكي عـُـقـَدِي ؟
أتى رجلُ البريدِ يَجُرّ ُ ساعاتي
أ حَقــّـًا قـُـلـْتَ يا ولدي ..أنا في غربتي ذاتي ؟
أنا وَرَقِي من الزيتونْ
أ حَقــّا أنت للغرباءْ ؟
وثالثة ً أنا والريحْ
أنا لن تأكلَ النيرانُ أوراقي
أنا أعدائي الجبناء
أنا فقط الكلابُ تريدُ إخفاقي