الأشباح - وحيد خيون

سِجْني زمانُكَ والأيامُ أغلالي
حيّاً أعيشُ وحالي حالُ تمثالِ ِ

لم أدْرِ كيفَ أُلاقي مَنْ جُنِنْتُ بهِ
وكيفَ يعرِفُ غال ٍ أنّهُ غالي

ولو يغيبُ حبيبٌ قالَ عاشِقُهُ
يا مَنْ تباعدْتَ أنتَ الآنَ في بالي

أُريدُ رؤياكَ والأيامَ غافلة ً
وكيفَ رؤياكَ والأيامُ عُذّالي

فأنتَ منبتُ روحي قبلَ منبَتِها
وأ نتَ أرضٌ وإنّي رُبْعُكَ الخالي

قد كانَ أوَّلَ أيامي تباعُدُنا
يا ليتَ كان التلاقي يومَنا التالي

كنْ والياً يا حبيباً يا سنا قمرٍ
فلي ولاية ُ أحلامٍ بلا والي

بكيتُ من ألمِ ِالدنيا وقد رَحَلَتْ
إليكَ روحي لكي تبكي على حالي

وصاحبُ العقل ِ مَن يهواهُ في زمني
وإنَّ كلَّ هوى الدنيا لذي المال ِ

وقد سكنتُ بأرضٍ غابَ ساكنُها
وطالَ بينَ تلال ِ الأرضِ ِ ترحالي

فيا حبيباً أنا في عهدهِ رجلٌ
تحتَ الضياع ِ وأنتَ الكوكبُ العالي

يا كهفَ روحي التي شتّتْ خواطرُها
متى ستجمعُ هذا المتعَبَ البالي ؟

إني أُناديكَ عن بُعدٍ فلا سُمِعَتْ
إنْ لم تصِلْكَ ولم تسْمَعْ بأقوالي

لا أستقِرُّ على ذِكرٍ فأترُكُهُ
إلاّ وكانَ لذِكري التاركَ السالي

أتيتُ ليسَ سوى الرحمنِ ِ يُمْسِكُني
ولا استدارَ خيالٌ حولَ أطلالي

وقد رماني زماني دونَ نائبةٍ
حيثُ التناسيَ والحرمانُ أضحى لي

وقد تسَنَّمتُ آمالي وجئتُ بها
وهلْ تموتُ بقربٍ منكَ آمالي ؟

لكَ التحيَّة َ من ذي قاَرَ قاطبة ً
وثمَّ خالصَ تقديري و إجلالي