خاطرات إرهابي - وحيد خيون

رغمَ أنـْـفي
سوفَ أمتصّ ُ دِماكـُـمْ ........
سوفَ أمتصّ ُ إلى حدِّ التـَشـَـفـِّـي
سوف أكـْـتـَضّ ُ بتِـرسانةِ أحقادي .....
وأشويكـُـم بكـَفـّـِـي
سوف أغتالُ الرؤى الخضراءَ
والزرقاءَ ....
والماءَ
و أغتالُ السّـحاباتِ بـسَـيْـفي
فإذا ما نـَـفـِدَ البحْـرُ من الأرواح ِ
وانصاع َ المساكينُ لِـحَـتـْـفي
أحْـضِـروا لي طبَـقا ً من أذرُع ِ الأطفال ِ ...
كي أملأ َ جَـوفي
أحْـضِروا لي العودَ يا قـَوْمي
لكي أ ُطرِبَ ضـَيْـفي
حيثُ يعلو عَـزفَ عِزرائيلَ عَـزفي
لو تـَحَمّـَـلـْـتـُمْ قليلا ً رَغَباتي
لو وقفتـُم أيّـُها الناسُ لِصـَـفـّــِي
لو تجاهلتـُم سفاهاتي
وأصغيْـتــُمْ لأ قوالي
وأغلقـْـتـُم ملـَـفـِّـي
لو عَرَفـْـتـُم حقــّـَـنا يا أيّـُها الناسُ عليْـكـُمْ
وعَرَفتـُم كم سَهـِـرْتُ الليلَ أقـْـلِـيكم بأحداقي
وأغشاكـُم بعطفي
لو عرفتـُم كم تفاء لتُ بكـُمْ
لو عَرَفـتـُم كم تساء لتُ وكم مِتّ ُ لكـُمْ
لو عَرَفتـُم كم أنا الآنَ أقاسي وأنا أدفـُنـُـكـُم
لو عَرَفتـُمْ أنني أبْـنِي لكم قبرا ً بكـَـفـِّـي
لـَـتـَأسّـفـْـتـُمْ وقـُـلـْـتـُمْ ....
قـَتـْـلـُـنا ما كانَ يكـْـفي
ليسَ يكفيني إذا حطـّمْتُ أبراجَ السّماواتِ جميعا ً
والمجرّاتِ وما في الأرض ِ مِن فنِّ العِمارهْ
ليسَ يكفيني إذا حطـّمتُ أهراماتِ مِصْـرَ العربيّه
وإذا حَطـّـمتُ بغدادَ الحضارَهْ
ليسَ يكفيني إذا حطـّمتُ في باريسَ ( إيفِلْ )
وإذا حطـّمتُ في نيويورك أبراجَ التـِّـجارهْ
مُتـْعَة ٌ عندي بأنْ تقـفِزَ من أعلى الشبابيكِ الصّبايا
مُتـْعة ٌ أنْ تأكـُـلَ النيرانُ آلافَ الضـّـحايا
مُتـْعة ٌ أنْ يسقـُط َ الفنّ ُ رمادا ً
ويصيرَ الفنّ ُ أكوامَ تـُرابٍ وشظايا
مُتـْعة ٌ عندي الذي حلّ َ بأمريكا
وما يجري ببغدادَ
وما يحْصلُُ في القـُدْس ِ
وما يحدُثُ في أعلى جبال ِ الهـَمَلايا
متعة ٌ عندي بأنْ أقتـُـلـَـكـُم سِـرّا ً
وأنْ يَحْمـِلَ إنسانٌ برئ ٌ
ما أنا أفعلُ من تلكَ الخطايا
فأنا السَـيِّـدُ والمُختارُ .. والناسُ جميعا ً
في حساباتي أنا مِثـْـلُ المَطايا
غايَتي أكبرُ من حجمي ...
وقد أنفقتُ في تحقيق ِ غاياتي دَمِـي الأنقى و لـَحمي
ولكم في ما أ ُعانيهِ أنا دورٌ كبيرٌ ....
و عليكـُم حَمْـلَ آلامي وأوجاعي وهَـمِّـي
لا تـُسيئوا أبدا ً يا قومُ فـَهْمِي
باسْمِكـُم كانت مشاريعي و كنتم ...
تعبُرُونَ الماءَ باسْمِـي
وأنا أفعلُ ما تـُمليهِ أفكاري وما يأتي بعِلمي
مُنـْـتهى المتعةِ أنْ يضطربَ الناسُ ...
وأنْ تختنِقَ الدنيا بظـُـلـْمِي
لا تـُسيئوا أبدا يا قومُِ فهمي
فأنا عندي وجوهٌ تتحدّاني ... ولن تكسرَ عظمي
غايتي أنْ أنشـُرَ الخيرَ ...
وأنْ أرقى كثيرا ً و أ ُنـَـمِّي
غايتي أنْ يُصبـِحَ الناسُ جميعا ً مثـلَ قـَوْمي
فإذا ما أنعمَ الله ُ عليكم و توصّـلتـُم لِـفـَهـْمي
لن تلوموني على سابق ِ ظـُـلـْمي
ثمّ ترجون َ بأنْ أ ُدْخِـلـَكـُم أبوابَ عطفي
و تعودونَ لِصَـفـِّـي
رغمَ أنفي