الماء والحسين - وحيد خيون

أبْصَرْتُ وجهَكَ في بَريق ِ الماء ِ
عطشا ً تموتُ إذنْ أبا الشُّهداء ِ

أنا كلما ظمِئ َ الفؤادُ ظنَنْتُهُ
هَجَرَ الحُسينَ و صارَ من أعدائي

ماتَ الحُسينُ وعينُهُ منصوبة ٌ
للماء ِ والأنهارُ في إغماء ِ

إنْ كانَ قتلُكَ للبلادِ سعادة ً
فأنا بقتْلِكَ أتعسُ التُعَساء ِ

أتُراقُ في أرض ِ العراق ِ دماؤهُ
وأنا أ ُوَفِّرُ ما استطعتُ دمائي

قضَتْ السقيفة ُ حرقَ آل ِ محمّدٍ
لولا مُبادرة ٌ من الشُّرَفاء ِ

في كلِّ يوم ٍ يقتلونَ محمّدا ً
ما أشبهَ الخلفاءَ بالزعماء ِ

روميّة ٌ شقراءُ أكرمُ عندَهمْ
من ألفِ عائشةٍ ومن زهراء ِ

يُفْتي الخليفة ُ ما يشاءُ وأجرُهُ
ضِعْفان ِ والنيرانُ للعُقلاء ِ

دِينٌ تَقاسَمَهُ الجنودُ بجَهْلِهِمْ
حتى غدا حِكْرا ً على العُرَفاء ِ

ولهذهِ الأسبابِ صرنا أ ُمّة ً
مهزومة ً و مطِيّة َ الأعداء ِ

وإذا هَوَيْتُ لشُرْبِ ماء ٍ باردٍ
َهوَتْ الدّموعُ معي لشُرْبِ الماء ِ

أسَروا النِساءَ وأحرَقوا خِيَماً بها
صلّى الحُسينُ وعِيثَ بالضعفاء ِ

كانت زيارة ُ قبرِهِ سَكَنا ً لنا
واليومَ مَنْ للشيعَةِ الغُرَباء ِ؟

ومُترجِمٌ معنى الحياةِ وطبعُه
مُتَذلِّلٌ مِنْ أعظم ِ العُظَماء ِ

طالَ الفِراقُ ولا سِواكَ مُؤرّ قي
يا مَنْ أعَزّ ُ عليّ َ مِنْ أبنائي

والفائزونَ همُ الذينَ بفقدِهِ
عَدّ تْهُمْ الدّنيا مِن الغُرَباء ِ

والفائزونَ همُ الذينَ بذِكْرِهِ
لَطَموا الصُّدورَ بيوم ِ عاشوراء ِ

إنْ كانتْ الأخطاءُ أجرا ً مُغرِيا ً
فأنا كفَرْتُ بعالَم ِ الإفتاء ِ

دِينٌ تَقاسَمَهُ الجنودُ بجَهْلِهِمْ
حتى غدا حِكْرا ً على العُرَفاء ِ

ومُفَسِّرُ القرآن ِ جيشٌ كاملٌ
والجُنْدُ همْ خيرٌ من الوزراء ِ

ولهذهِ الأسبابِ صرنا أ ُمّة ً
مهزومة ً و مطِيّة َ الأعداء ِ

أبصرتُ وجهَكَ في رقيق ِ الماء ِ
والعينُ قد جفّتْ وطالَ بُكائي

وإذا هَوَيْتُ لشُرْبِ ماء ٍ باردٍ
َوَتْ الدّموعُ معي لشُرْبِ الماء ِ

جسَدٌ على الفَلَواتِ ظلّ مُقَطّعا ً
والرأسُ عندَ أراذِل ِ الأ ُمَراء ِ

أسَروا النِساءَ وأحرَقوا خِيَماً بها
صلّى الحُسينُ وعِيثَ بالضعفاء ِ

ماتَ الحُسينُ وظلّ يحكمُ ناقصٌ
والموتُ للشُّجعان ِ لا الجُبَناء ِ

كانت زيارة ُ قبرِهِ سَكَنا ً لنا
واليومَ مَنْ للشيعَةِ الغُرَباء ِ؟

في أكثرِ الأوقاتِ بُؤسُكَ زائري
وأنا كبيرُ البؤس ِ والبُؤساء ِ

ومُترجِمٌ معنى الحياةِ وطبعُه
مُتَذلِّلٌ مِنْ أعظم ِ العُظَماء ِ

أشكو لكَ الذكرى التي أحيى بها
وهي التي تقضي على أحشائي

طالَ الفِراقُ ولا سِواكَ مُؤرّ قي
يا مَنْ أعَزّ ُ عليّ َ مِنْ أبنائي

قد أدمَنَتْ أعضاؤ ُنا أحزانَنا
حتى بَدَتْ بمَلابس ٍ سوداء ِ

والفائزونَ همُ الذينَ بفقدِهِ
عَدّ تْهُمْ الدّنيا مِن الغُرَباء ِ

والفائزونَ هم الذينَ بحُبِّهِ
قد شُرِّدوا وبهِمْ غنى الفُقَراء ِ

والفائزونَ همُ الذينَ بذِكْرِهِ
لَطَموا الصُّدورَ بيوم ِ عاشوراء ِ