قف يا زمان معي بالله وانتحب - وليد الأعظمي

قف يا زمان معي بالله وانتحب
واهتف لدمعك من عينيك ينسكب

قف يا زمان ولا تعجب فليس بما
أقوله لك ما يدعو إلى العجب

ذكراك يا مرشدي مرت ودعوتنا
بالنصر ترفل في ثوابها القشب

إن كنت يا مرشدي فارقتنا جسدا
ازهار نقص فإن عنا قط لم تغب

عشرون عاما بها يا خير داعية
قد صغت للمشرق تاج العز من ذهب

دعوت للحق والأيام شاهدة
ما كنت تنشد غير الحق من طلب

فما قصدت بما تدعو لمنفعة
ولا دعوت إلى جاه ولا نشب

بل كنت ترجو من الباري مثوبته
والأجر عن كل ما قدمت من تعب

يا منقذ الشرق من خطب ألم به
لولاك كاد يكون الشرق في لهب

دعوت والناس أخلاط منوعة
ما بين ذي جشع منهم وذي سغب

فما سئمت لما لاقيت من عنت
ولا وهنت أمام الدهر النوب

يا مرشد الناس نحو الجد في زمن
به نفوس الورى مالت إلى اللعب

يا باعث النهضة الكبرى وقائدها
بعثت روح التقى والعلم والأدب

في نفس جيل نأى عن كل مكرمة
عار عن الصدق ميال إلى الكذب

لم يدر ما الدين من جهل ومن سفه
وإن دعاه دعاة الخير لم يجب

كأنه عن نداء الله في صمم
حتى اشتكى الصم شعبان إلى رجب

بعثت في الشرق روح العز ثانية
والعز لم يأت عفوا دونما سبب

فكنت للشرق حقا قطب نهضته
وهل تدور الرحى إلا على القطب

يا قوم هذي فلسطين تحدثنا
حديث صدق الاخوان ذا عجب

بالله يا ثبة الاخوان كيف غدا
فيك اليهود أمام الخيرة النجب

يا قوم عشرون في الميدان ما وهنوا
ولا استكانوا أمام الجحفل اللجب

يا قول عشرون جنديا قد اقتحموا
معسكر الكفر حتى صاح واحربي

والله أكبر في الميدان تدفعهم
للانتصارات في ركض وفي خبب

لسان حال فلسطين يقول لنا
لله ما فعل الاخوان في النقب

ساروا لتطهير بيت الله ثانية
كما إليه سرى من قبل خير نبي

فمنبر المسجد الأقصى
يهيب بهموظنه في جنود الله لم يخب

يا قوم عشرون في الميدان وحدهم
والخصم منسحب في إثر منسحب

سئلت في صغر كالناس مسألة
عن خير ما تتمناه من الأرب

وكنت بين رفاق قال أكثرهم
إني لأطمع في عال من الرتب

فكان همك إحياء الشريعة من
نوم فكنت أخا قلب وأنت صبي

ورحت تدعوا لما يدعو الرسول له
فكنت حقا إمام العجم والعرب

ظنوا بقتلك يخبو نور دعوتنا
فيستريحون هذا ظن كل غبي

كم من أبي جهل لاقي الموت مندحرا
أمام دعوتنا كم من أبي لهب

أيحسبون بأن الله تاركهم
كما يشاؤون في لهو وفي طرب

من يبغ إطفاء نور الله به نقص
حتف ويرم به الجبار في اللهب

وما هزيمة فاروق بخافية
عنا وكيف غدا في شر منقلب

هذا حمى الله يا باغي وحرمته
والله يرقب من يعصيه عن كثب

اعد ربك نارا لا مثيل لها
لكل دان له بالسوء مقترب