ما رفرفت فوق هام العرب رايات - وليد الأعظمي

ما رفرفت فوق هام العرب رايات
لو لم تصنها من الاسلام آيات

ولا ازدهت بمعانيها حضارتنا
لو لم تكن عندنا للمجد غايات

لا يعرف الخير من في قلبه مرض
ولا صلاح إذا لم تصلح الذات

شق الجدود طريق المجد لاحبة
للسالكين صوى فيها وشارات

وبينوا سننا ما ضل تابعها
ولا استبدت به يوما خرافات

يا سيد الرسل هذا بوم مولدكم
كأنه لابتداء الخير ميقات

يوم به القلب مغمور بفرحته
ويعمر القلب تسبيح وإخبات

جئت الوجود وكل الناس في صخب
وللقوي على المسكين غارات

كفر وخمر وإلحاد وزندقة
وفرقة طوحتهم واختلافات

فقمت للحق تدعوهم وترشدهم
كي تستقيم بدعواك المساواة

وبت فيهم بروح العدل داعية
حتى انتهت بينهم تلك العداوات

ورحت للضم الخزيان تحطمه
فلم يعد يصنع الأرباب نحات

قلنا تبدلت الدنيا كما انقشعت
سحب الضلال وأهل الظلم قد ماتوا

لكن تبين أن الظلم مستتر
ونهضة الغرب بالبلوى مغشاة

هذي فرنسا تشن اليوم غارتها
كما تساندها في الغدر هيئات

يا أهل باريس كفوا عن تسفكم
فليس تنفعكم هذي الحماقات

قد ادعيتم بأن السلم غايتكم
هاتوا دليلا على ما قلتم هاتوا

هل في تعاليم عيسى يا أحبته
ظلم وبغي وإرهاق وإعنات

أين السلام الذي جاء المسيح به
وأين قد ولت العشر الوصيات

كأن عن بغيكم هذا وظلمكم
لم ينهكم قط انجيل وتوراة

إن المسيح بريء من جرائمكم
والعرف يبرأ منكم والمروءات

يا عاكفين على الألحان تطربهم
إخوانكم في ذرى بنزرت أموات

دارت عليهم رحى الكفار طاحنة
ولم تلح من جحيم الموت منجاة

أطفالهم تأكل الأحجار من سغب
وشيخهم من خشاش الأرض يقتات

يا قوم كفوا عن اللذات أنفسكم
وحاسبوها فما في الأمر ملهاة

متى النهوض وهذا العرض منتهك
والصف مضطرب والشمل أشتات

في كل يوم لنا شكوى نقدمها
وليس تجدي شكاوى واحتجاجات

لكن تصون الحمى من كل ذي طمع
يوم الكريهة نيران وثارات

كفى نفاقا كفى غشا كفى كذبا
في كل يوم لكم نفي وإثبات

لا شيء ينفعنا إلا عقيدتنا
الله أكبر لا العزى ولا اللات

ولا يعم الهدى والخير مجتمعا
إلا إذا خلصت لله نيات

يا سيدي يا رسول الله قد ظهرت
للشر فينا ميول واتجاهات

كل يرى الحق محصورا بدعوته
وكلها دعوات جاهليات

دعا لها كل مخبول كما ارتفعت
للكفر والغدر والافساد أصوات

كانت تنادي زمانا بالسلام وهل
تدعوا إلى السلم عن صدق عصابات

سلوا عن السلم في كركوك مجزرة
الأرض تهتز منها والسموات

قامت بها زمر رعناء كافرة
للهدم يدفعها حقد وعاهات

عفوا رسول الهدى والبر إن عجزت
عن أن تفي حقك الجبار أبيات

ما كان للشعر أن يرقى لمنزله
شادت ونادت بعليها الرسالات

لكنما هي آهات أرددها
أو آه لو تنفع المحزون آهات

قد يسكت البلبل الغريد في قفص
بعض السكوت فتشدوا الببغاوات