مآتم الظلم تتلوهن أعياد - وليد الأعظمي

مآتم الظلم تتلوهن أعياد
إياك أن تجزعي إياك بغداد

أمس استبد بأهليك الطغاة أذى
وراح يمتحن الأحرار جلاد

فهب أبناؤك الأحرار في همم
تغار منها لدى الهيجاء آساد

فلم يرعهم رصاص الخائنين ولا
قيد وحبس وتعذيب وإبعاد

حتى تهدم صرح الظلم وانكفأت
قدر الفساد وأهل الظلم قد بادوا

ورفرفت راية الإسلام عالية
وحن للعز أشراف وأمجاد

والله أكبر قد راحت ترددها
بعد المنابر أغوار وأنجاد

ودمدمت سور القرآن صارخة
كأنها مقل ترنو ومرصاد

أشبال بغداد ياسرا تضمنه
صدر الزمان به أجدادنا سادوا

وحطموا كل طاغوت ومختتل
طغى على قلبه غل واحقاد

بغداد أنت حمى الإسلام تحرسه
من عاديات الليالي السود أجناد

يا شامة في جبين الدهر رائعة
بها جمال العلى والمجد يزداد

يا روضة من رياض العز زاهرة
للطير فيها على الأغصان إنشاد

ويبسم الفجر من ريا نوافجها
ما اهتز روح وريحان وأوراد

يا قلعة من قلاع الحق خالدة
ما راعها قط إبراق وإرعاد

باتت على هامة التاريخ رافعة
نور النبي لمن زاغوا ومن حادوا

عم البرايا سلام من حضارتها
وأمها من جميع الخلق قصاد

فاضت ينابيعها برا ومرحمة
وروح نهضتها هدي وإرشاد

إياك أن تجزعي إياك بغداد
شدي الوثاق فصرح الظلم مياد

سدي ثغور العدى واستجمعي همما
لنا مع الفجر يا بغداد ميعاد

غدا يدوي نداء الحق ثانية
فتستجيب مدى الآفاق أمداد

هدارة كسيول طم زاخرها
يطفو عليها من الأخباث أزباد

وتدمغ الباطل المذبوح حجتنا
فينثني زاهقا تبكيه أوغاد

إسلامنا لا يرى فينا له تبعا
إذا رآنا لأهل الظلم ننقاد

صلاتنا لا يراها الله قائمة
ويحكم الناس فساق وفساد

تشقى الملايين من أبناء أمتنا
فيستبد بتالي الأمر أفراد

الحكم لله لا يطغى به أحد
والشرع أولى إذا حكامنا حادوا

شريعة الله لا نرضى بها بدلا
وإن تميز من دعواي حساد

فالغرب ما انفك يسبينا ويظلمنا
والشرق كالغرب زمار وعواد

شريعة الله تحيينا وتسعدنا
وما سواها فتضليل وإفساد

كفى نفاقا كفى غشا كفى كذبا
منكم تبرأ دين الله والضاد

قد حصحص الحق فاسودت وجوهكم
كما تلجلج نهاز وصياد

عند الصباح لكم رأي يناقضه
رأي المساء فاصدر وإيراد

يا فتية الحق إن الله ناصركم
زوروا الأعادي كما أجدادكم زاروا

آن الأوان فشدوا من عزائمكم
فأنتم لحماة الدين أحفاد

وجردوا عن سيوف الحق إن لها
جماجم الكفر عند الروع أغماد

تزودوا للقاء الله وانطلقوا
لنصره الحق والتقوى هي الزاد

آباؤنا الصيد صانوا ديننا قدما
ودونه بذل الأرواح أجداد

ونحن أبناؤهم لا نرتضي أبدا
ذلا ولو كبلتنا اليوم أصفاد

ما كان للظلم أن يمحو عقيدتنا
ولن يروق لنا كفر وإلحاد

نهاية الظلم يا بغداد واحدة
الله والحق والتاريخ اشهاد