شبيه الياسمين يدا وخدا - يحيى السماوي

طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا
فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا

تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي
سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا

وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي
رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا

فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً
ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا

ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا
إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا

فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً
سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟

إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي
وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا(1)

وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى
وحسبي أنْ وجدتُ بك الفلاحــا

تشــدُّ حقولـُكَ الزهراءُ نـبْـعــي
لجدولِها وتحرِمُني الأقاحــــا

فيـا مُتعَـسِّّفا ً حســــنـاً وصــدّا ً
ترفّقْ بالأسير ِ.. كفى اجْـتِراحا

أتحْرِمُـني رحيقَك ثـمّ تــرجــو
لقلـبـي من هــواجسِهِ ارتياحــا ؟

تعال َ فإنّ جمرَكَ خـيـرُ بـَـرْد ٍ
لمُرتشِف ٍ ضرامَ هوىً صُراحا (2)

تعال َ اســترْ بقايــا كـبريائي
فإني قد خشيــت ُ الإفتضاحـا

تعال نُشيدُ من مرَح ٍ صروحـا ً
فقد لا نستطيعُ غـدا ً مَـــراحـــا

تعال نُخـيـطُ عمرا ً كاد يَبْـلى
وننسِـجُ من لذائـذِنـا وِشاحـــا

فأطلِقْ مِعـزَفي من قيْـد ِ صمتٍ
وأيْقِظْ بالهديلِ بي َ الصُداحــــا

ألسْتَ يمامتي السمراء َ مــدّتْ
على عمري ومطمحه ِ جَناحــا ؟

فلا تُطلِقْ سراحي .. إنّ قلبي
يضيعُ غداةَ تُطلِقه ُ السّــراحــا

وعلمني التجـلدَ حين تُرســي
إليّ لظى صـدودِكَ والجراحــا

وشيْـتُ بفوح ِ ثغرك للأقاحي
فناصَبَكَ الشذا حَسَـدا ً جِماحـا

شبيهَ الياسمين يــدا ً وخــدّا ً
وجيــدا ً.. إنما زاد امتِياحـــا

أسَرْتَ بزهرِثغرِكَ نحلَ ثغري
وفي مُقلي تحـدّيْتَ المِلاحــــا

خسرْتُ سفائني وضفافَ نهري
وبستانَ المنى ... فكن ِ الرِباحــا

فما نفعُ الشِــراع ِ بغــير بَــحــر ٍ
وريـح ٍ ؟ كنْ بحاري والرياحــا

وصاهرني يدا ً..قلباَ .. وجفــنا ً
فماً صوتاً صدىً خطوا ً وساحا

وحاذِرْ من جنون فمي .. فإني
ظميء شذاكَ من شفتيكَ فاحــا

أخافُ على ربيعكَ من خريفي
ومن شوق ٍ تملّكني اجتياحـا

فضرّجْ بالرحيق يبيسَ ثغري
ونادِمني غبوقـا ً واصطباحــا

وصُبّ فيوضَ بوحكَ في قصيدي
فما شعري إذا ألِـفَ النواحـــا ؟

عرفتكَ للهوى وطنــا ً ... فوَطّنْ
بقلبك َ ذا الغريبَ المُسْــتباحـــا

وأمْهِِِـــلني البقيّة َ مــن حيــاتي
أريح ُ بها فؤادا ً مـا استراحـــا

فعروةُ لا يزالُ يفيض ُ وجــدا ً
وإنْ ركبَ المفاوزَ والبِطاحـــا(3)

وما سألَ النجاحَ يداً ... ولـكـنْ
بحبّــك يسـألُ اللهَ النجـاحـــا

________________

(1) الجناح : بضم الجيم ، الإثم او الخطيئة

(2)الصراح : الخالص من كل شيء

(3)المفازة : الفلاة لا ماء فيها.. وعروة : هو امير الصعاليك عروة بن الورد