رحيل آخر ..! - يحيى السماوي

هَــيَّــأْتُ مــن زَمـــَنٍ وَقـــــــودي
لِلَـظـــاكِ … مـن رَنــــْدٍ وَعـــــودِ

وَسَـأَحـْطـِبـَنَّ لـــكِ الضــلـــــوعَ
إذا سَــعـَيــْتِ إلى مــــَزيـــــــــــدِ

لـســـــتُ البـخـيـــــلَ وإنْ رثــى
جَــمــْرُ الضـنـى بسـتـــانَ جودي

ثَــــــرٌّ ومـــــا مــلـكـــتْ يــدايَ
ســـوى جُـــفـــــاء مـن حـَصـيـدِ

تَـــرَك الـزمــــــــانُ بـِمـَفــــــْرقي
زَبـــَدَ السـنـين .. وفـوقَ فــودي

مــــا لـلـسـنـينَ تـَمـــــــــُرُّ بــــي
ثَــكـلى بــمـيــــلادٍ وَعـِيـــــــدِ؟

فـــــاذا شَـــــــدَوْتُ وَجـــَدْتـُـني
مُـــدمــى الـــجوارحِ في نشيدي

وإذا اصْــطـَبـَحْتُ فَمِنْ صَـــدَىً
وإذا اغْـتـَبـَقـْتُ فـَمـِنْ وُعــــــُودِ

عَجَبــــــاً عليَّ ! شَبِمـــــــْتُ في
جَـمـْري .. وأحْـرَقـَني جليــدي

أَفَكُـــلمــّا كـَـتَمَ الفــؤادُ الـــــ
سِـــرَّ يـَفـْضَحـُهُ قـَصيـــــــدي؟

عُريـــانُ إلاّ مـن ثـيـابِ الــــــ
شـــوكِ بـستــانُ الشريـــــدِ !

لــــو تـَســْتـــُرِيـــهِ بـِبـْـــــردَةٍ
من عشبِ واحتِكِ النَضيــــــد

عَهَـــدَتْ إليـــــكِ بـضـوئـهــا
مُــقَـلي …فــَصـَوْناً للعهـــــودِ

زهــــراءُ جـئـتـُكِ أستـجــــيرُ
ولســـتُ بالـدَنـــِفِ الفـئـيــدِ

دربـــي إلـيـــــــكِ مـُعـَبـــــَّدٌ
لــكنْ بأحـجــــــارِ الصــدودِ

وبــداجـيــــاتٍ لم تـُنـــــــــــَرْ
إلاّ بِـبــَرْقٍ مــن رعـــــــــــودِ

فـــإذا مـــَشَــيــــْتُ فَرِحْـــلَةٌ
أخــرى إلى منـفىً جـديــــدِ!

وإذا وَقَـفـْتُ فـَقـَـــدْ غـــــَدا
مـن دونـمـا معنىً وجودي !

سَيْفــــــانِ …أَيُّهمـــا سأتركُ
تحت شَفْرَتِـهِ وريـــــدي ؟!!



وَحَزمْـتُ أمـتـعـةَ الطــريقِ :
حُطـــامُ مـُغـْتـَرِبٍ وَقـِيـــــْدِ

ما نَفْـعُ سيـفِ "ابن الولـــيدِ"
بغيرِ حَزْمِ " أبــنِ الوليـــدِ "؟

دَعْني …متى مَنَــعَ الـــــمــلامُ
رحيـــــلَ بـَحّــارٍ عـنـــيـــدِ؟

الأرضُ ضَيِّــــقَةٌ .. فأيــــنَ –
أَفــرُّ من عَسَــفِ الـقيــــودِ؟

وَطَّـنـْتُ قـلـبي في هـــــــواهُ
مــهـاجـراً عـن كـلِّ غـِيــــْدِ

مُـتـَرَقـِّبـاً عـَسـَلَ الـوعــــودِ
فَـصـَبَّ لي صـابَ الوعيــــدِ

قـلـبي أنـا وطـنُ الـــــــهوى
ووجـوهُ أحـبـابـي حــدودي

لســـتُ الـمـُعـَنـّى بـالعـيـــو
نِ الضاحكاتِ وبالقـــــدودِ

ومـبـاســمٍ فـــَجَّ الـعـبـــــيرُ
بهـــا وفـاضَ على الــخدودِ

ونُعــاسِ جـَفـْنٍ يَسْتــَفِزُّ الــ
صـحـوَ في أوتــــارِ عـــُوْدي

وَسَـــوادِ لـيــلِ الـمـقـلتــينِ
وَهُــدْبِها … وبيـاضِ جِيــــْدِ

لكنَّـــهُ حــَتــْمُ الـمشــــوقِ
لِوَصـــْلِ فـاتـنـةٍ نـَجـــــــودِ

وسنــاءِ قنـديـلِ العفــــــافِ
يُضــئُ في زَمــَنِ الـجحــــودِ

أنا والهوى : ضِفتــــانِ مــن
نهرٍ يُضاحــــِكُ رمـلَ بِيــــْدِ



كنتُ القريبَ وما وَصَـــلْتِ
فكيفَ وصــلُكِ للبـعـيـــدِ؟

يا مَنْ حَطَبْـتِ النـخــــلَ في
بستانِ عاشقِكِ الطريـــــــدِ

لا تحطبي مــا قــَدْ تَبــــــقّى
في سـهــوبي مــــــــن وُرُود

أضحى طـريـفـي لوعــــــــةً
حَيرى ...وفاجـعـةً تليــديِ

زهراءُ لو تـدريــن مــــــــــا
حالُ الشريدِ فتى "الرشيـدِ"

ثَقُلَ السؤالُ: لمَ الرحـيـــــلُ
وأنتَ في البيتِ الرغـيــــدِ؟

مــاتَ الـــجوابُ على فمي
وأغتالَ فيصـــــــلُهُ ردودي