كم لِي نَجْرِي - أبو الحسن الششتري

كم لِي نَجْرِي
وكانَ جَرْيي لِعِنْدِي

أمْرٌ ثابتْ
وَسِرُّ سِرِّي وَجْدِي

فَمَن جَا يَرُومْ
تَبِنْ لُو رُسومْ

ويَتْحَصَّلْ على رَشْحٍ قليلْ مِنْ مرادي
وبِهْ تُكْتَب تراجيمُ العبادْ

كُلّ واقفْ
لسْ واللهِ يبرُزْ بِحِيلَهْ

لاِحْتِبَاسُوا
جَهْلاً بأوَّلْ فتِيلَهْ

وَلَوْ يَبْقَى سارِي
ويَقْطَعْ براري

يَقُلْ ما وَرَادَ وَارِي
دَوَارْ في اعتقادي

وذاكَ المُقام مقام كلِّ بادِي

كُلِّ عارفْ يَعْرِفْ
بأنْ لَسْ هُ وَاصِلْ

ولا يَقنعْ بأشْ ما وَجَدْ
عِنْدُو حاصلْ

وَيخْطُرْ لُو يُحْكي
بِوَهْمُوا المَكِّي

كمجنون لَيْلَى عَلَى كُلِّ وادِي
ينوحُ وَيبْكي ألَمَ الْبِعَادِ

لو تَرَانِي نَتِهْ
عَلَيَّا ونزهو

حِينْ أَخَذْنِي بالامْتِنَانْ
مُتُّ مِنْوُا

وَلاَ طَفَنِي عِنيَّ
وَانَا بِهْ نُغَنِّي

أُشَاهِدْ مِنْهُ في سِرِّي التَّجَلِّي مُرَادِي
وأتْنَعَّمْ بِقَرْبِي مِنهُ في الْفُؤَادِ