قفا نقتبس من نور تلك الركائب - ابن الزقاق البلنسي

قفا نقتبس من نور تلك الركائب
فما ظعنتْ الابزُهرِ الكواكبِ

وإلا بأَقمارٍ من الحيِّ لُحْنَ في
مشارق من أحداجها ومغاربِ

سرت وعباب الليل يزخر موجه
ة لا نمنشآت غير هوج لواغبِ

فما زلتُ أُذري أبحراً من مدامعي
على خائضات أبحراً من غياهبِ

وما بيَ إلا عارضٌ سلبَ الكرى
بخفة ِ برقٍ آخرَ الليلِ واصبِ

أضاء بذات الأثل والأثل دونه
وجيف المطايا والعتاق الشوازبِ

فيا دين قلبي من تألق بارق
سرى قاتَّقَته مُقلَتي بسحائبِ

ويا لحمامات بكين وإنما
غدوتُ قتيلَ الشوقِ وهي نوادبي

كِلُوْنَا لأطرافِ الرماحِ فإننا
نكلنا جميعاً عن لحاظ الحبائبِ

وإنَّا لمنْ قومٍ تهابُ نفوُسُهُمْ
عيون المها دون القنا والقواضبِ

تمرُّ بنا الأنواءُ وهي هواطلٌ
فترغب عنها بالدوموع السواكبِ

وفاءً لدهرٍ كان مستشفعاً لنا
بسودِ الليالي عند بيضِ الكواعبِ

فكم ليلة ليلاء خلّيت مثلها
من الهمّ في غربيبها المتراكبِ

بكل فتاة إن رمتك بسهمها
فعن حاجب تشبيهه قوس حاجبِ

تنسمتُ من أنفاسِها أَرَجَ الصَّبا
وجنبت علويّ الصبا والجنائبِ

وما جنّت الظلماء إلا لبسيتها
دثاراً على ضافي شعور الذوائبِ

وقد أَذهلتني عن نجومِ سمائِها
نجومُ حُليٍّ في سماءِ ترائبِ

أَوانَ هصرتُ الوصلَ تندى فروعُهُ
جنى ّ ووردت الأنس المشاربِ

فقد أَفْلتتْ تلك المها من حبائلي
ونكّب إسعاف المنى عن مطالبي

تغيرت الأيام حتى تغيرت
بها أَقربائي غدرة ً وأجانبي

وعلمني صرف الزمان وريبه
بأ نّ اقتناء الناس شرّ المكاسبِ

وكنت إذا فارقت إلفاً بكيته
بكاءَ عديٍّ صنوَهُ بالذَّنائِبِ

فها أنا إنْ أُشعِرتُ رحلة َ ظاعنٍ
تلقيته منها بفرحة آيبِ

فلم تحمِل الغبراءُ أنجبَ من فتى ً
رمى غير أعلام العلا بالنجائبِ

ولا صحبتْ كفّي على دلجِ السُرى
أبرَّ وأَوفى منْ رقيقِ المضاربِ

ولا کنتُدبتْ فوقَ البَنان يراعة ٌ
لأوجبَ من تحسين ذكر کبن واجب

شهابٌ لو کنّ الليل أُلبسَ نُورَهُ
نضا مِعطفيهِ من ثياب الغياهبِ

وروضة علم أغدقت جنباتها
بشؤبوبِ وبْلٍ للبلاغة صائبِ

نماه إلى العلياء كلّ مرجب
عظيم رماد النار سبط الرواجبِ

من القومِ شادوا مجدهمْ بمواهِبٍ
تُريك الغمامَ الوُطف أدنى المواهبِ

غطارفة شمُّ الأُنوفِ تسنَّمُوا
من الدولة ِ الغَرَّاءِ أعلى المراتبِ

وَهَيْنُونَ إلا أنهم لِعَدوِّهِمْ
أبيُّونَ أمثالَ القرومِ المصاعبِ

هم أدبوا الأيام حتى تحصنت
ذنوبُ عواديها بحْسنِ العواقبِ

وهم أكملوا العلياء من بعد كونها
خداجاً وحلوها بغر المناقبِ

لها من نجوم السعد أيمن طالب
ومن صاحب الأحكام أفضل صاحبِ