أخفضا نوت فينا النوى ولعلها - ابن دارج القسطلي

أخفضا نوت فينا النوى ولعلها
أجد بها طول السرى فأملها

وحاش لأصداء الفلا أن تصدها
بنا أو أضاليل الدجى أن تضلها

وأحقر بهول البحر أن يستكفها
وأهون بغول القفر أن يستزلها

ولكن أيادي منذر نذرت بها
فكانت لنا منها قذى وشجالها

فحازت إلى عز الحياة رحالنا
وزمت على خزي المتالف وحلها

نحاها مقيل العاثرين بعثرة
لعا لي منها والنوى لا

فكم أقفرت منا محا وغربت
وجودا أجدت في الفؤاد

ويارب بلهاء الصبا عن جوى الهوى
لبست بها عيش الصبابة أبلها

كشفت لسهمي طرفها عن مقاتلي
مجن تقى لم يمنع النفس قتلها

وشككني وجدي بها وصبابتي
أنفسي لي إن أخطأ الحين أم

وحسبي بها عذلا على سلوة الهوى
وعذرا كفاني العاذلات وعندها

بقد إلى مستودع القلب قادها
ود على مستوطن النفس

وللخفر السحار في وجناتها
خواتيم لا يخفرن مني

وما حفرت بيض الصوارم والقنا
مجاسنها مما أصاب فأولها

قرية من بين تقسم طرقه
طوارق لا يلهين عن لهو من لها

علاقة حب شدما علقت بها
حبائل بين بت مني وصلها

وصفو هوى ما قرحتى هوت به
حوادث تفريق القلوب هوى لهاأ

فكنا لها نبلا أصابت بنا الصبا
وما عدلت عن رمي قلبي نبلها

جسوما أفلتها الرياح فلم تدع
لهن من الأرواح إلا أقلها

فائب وصاها الجديل وشدقم
بألا تمل الليل حتى يملها

تروحه من خلفة الفجر طرة
كمعترض الشقراء تنفض جلها

فكم حملت من حر قلب موله
يبلغ عنه النجم قلبا مولها

وكم ضم ذاك الليل من أم شادن
أضلته في جوف الفلا وأضلها

وقد بلغ الجهد القلوب حناجرا
تبشرها أن التناهي مدى لها

فرشكان منصور ما نصر الأسى
برد أقاصي الأرض نحوك سبلها

ونادى نداك الركب في كل بلدة
ألا بلغو هدي الركائب محلها

فلبتك من غور الجلاء أهلة
أهل بها مأواك حتى أهلها

كأنا نذرنا مطلع الشمس منزلا
ألية حلف كان وجهك حلها

فآويت فل النائبات وطالما
أبرت العدى قتلا وآويت فلها

وناديتها أهلا وسهلا ولم تزل
أحق بها في النازلين وأهلها

فظللت من لم يدرك الليل ظله
وأغدقت من لم تلحق المزن طلبها

وعوضتنا من راحة الموت راحة
سكنا بها برد الحياة و

وأعمرت منا في ذراك منازلا
تفقدت مثواها وأرغدت نزلها

ولم تبد من نعماك إلا ببعضها
ولكنه عم الرغائب كلها

فرحنا شروبا قد تأنق روضها
وأنهلها كأس السرور

ندامى ولكن من عطاياك راحها
وقد جعلت من طيب ذكرك عنها

وخفت على يمناك منا مطالب
تشكى إلينا البر والبحر

وما توجت هذي الرياسة سيدا
أكاليلها حتى تحمل كلها

هي البكر مجلاها حرام محرم
فيا من بمهر المكرمات

فتاة دعت من للحروب وللندى
فما وجدت إلا ابن يحيى

من الحترق الدنيا لأول دعوة
إلى دعوة الإسلام فافتك غلهاب

وشرد احزاب العدى عن حريمها
وأدرك من مستأسد الكفر ذحلها

ودوح في جو السماء غصونها
وأثبت في بحبوحة العز أصلها

ومد هوادي الخيل في طلب العدى
فأوطأها حزن البلاد وسهلها

وكم قد فدى أدنى النفوس من القنا
بنفس نفوس العالمين فدى لها

فلو كان للشمس المنيرة دولة
بأخرى لقيل اصعد فحل محلها

ولو لحقت مجرى الكواكب خلة
لقيل له سست العلا فتولها

وقيل زدها في هباتك واستزد
بها الحمد من هذا الورى لاستقلها

ولو كان يرضاها نظاما لزينة
لقيل تتوج زهرها وتحلها

وأغن به عنها وفي منطقي له
قلائد لا يرضى الكواكب بدلها

جواهر لم يذخر لها الدهر مثله
مليكا ولا أهدى له البحر مثلها

خلد فيها من نداه وبأسه
خلائق تستملي الخلائق فضلها

لها حسن الأحاديث بعدها
بإحيائها أيام من كان قبلها

وأملي على الأيام آثار منعم
علي بعين المكرمات أملها

الله لي منها وسائل نسبة
فألف في الأحقاب قولي وفعلها

وعلياها ومدحي وفخرها
وشكري ونعماها وحمدي وبذلها

عيد أعياد توافت فأشرقت
على الدين والدنيا وكنت أجلها

تخبر عن جمع المنى فتهنها
وعن عود أعياد بها فتملها

وبرك للأضياف قرب بعدها
وبشرك بالزوار ألف شملها