الله جارك ظاعنا ومقيما - ابن دارج القسطلي

الله جارك ظاعنا ومقيما
ومثيبك التبجيل والتعظيما

قرت عيون المسلمين وقد رأوا
إقدام عزم بالفتوح زعيما

كرات نصر أصبحت لذوي الهدى
همما وفي أرض الضلال هموما

ما يممت بالفلج مهجة كافر
إلا انثنى من ذكرهن أميما

فارفع لواء بالنجاح عقدته
بالنصر في سبل الهدى موسوما

وانهض بأنصار الهدى نحو العدى
جيشا بخسفهم أجش هزيما

من كل سامي الطرف يحدو ولها
قد غادرت أم الضلال عقيما

تذكي أكفهم لإضرام الوغى
شعلا وفي قمم الرؤوس نجوما

مستلئمين من السيوف بوارقا
ومن السنور عارضا مركوما

عزت بذكرك في البلاد صوارم
تركت رجاء عداتها مصروما

وأسنة الخط التي خطت على
شيع الضلالة حينها المحتوما

طلعت على دين الهدى بك أسعدا
وعلى دبار المشركين رجوما

فاطلب بها والله مسعد حظها
حظا من الفتح المبين جسيما

وامدد على الآفاق كفا لم تزل
تفني بوادرها العدى واللوما

صابت على الإشراك خسفا مفنيا
وهمت علينا بالنوال غيوما

فلقد وسعت الأرض معروفا وقد
شيدت مجدا في السماء مقيما

ولقد حميت ذمار أمة أحمد
وأبحت من عز الضلال حريما

في معرك أظمأت أكباد العدى
فيه ورويتالرماح الهيما

أخضلت فيه السيف من مهجاتهم
وتركتهم للرامسات هشيما

بك أصبح الثغر المروع مشرقا
ولكاد قبلك أن يكون بهيما

يا أيها الملك الذي بسيوفه
ورماحه أضحى الهدى معصوما

بكم اغتدى شمل العدى متبددا
وبكم غدا شمل الهدى منظوما

طبتم فروعا في ذؤابة يعرب
وزكوتم في المالكين أروما

المسرعون إلى الندى والطائرون
إلى الوغى والراجحون حلوما

والمنتضون سيوفهم لوقائع
عزت قناها فارسا والروما

دانت لهم غرر المناقب واصطفوا
حسبا حديثا في الدنا وقديما

كرمت مغارسهم وطاب نجارهم
حتى غدا بهم الزمان كريما