بدت فأغاظت القمر الضويّا - ابن شهاب

بدت فأغاظت القمر الضويّا
وأخجلت السنان السمهريا

بربّك هل ترى قمراً سواها
بدى متمثلاً بشراً سويّا

وهل أبصرت يوماً للعوالي
كما لقوامها ثمراً جنيّا

بلى للرمح يوم الروع فتك
ولكن دون جفنيها مضيّا

محجبة تبارك من براها
وأودع لحظها السر الخفيّا

فكم بسهامها رشقت كميا
فما نفعت بسالته الكميا

بديعة منظر تمشي الهوينا
فتسبي ذا الصبابة والخليا

تتيه بحسنها عجباً وترنو
فلم تأثم وتجتاح البريا

وتأنف وهي صادقة إذا ما
نسبت لها الجمال اليوسفيا

سقى الوسمي معهدها ملثا
يغادر سفح ناديها نديّا

ورعياً لليالي اللآء مرّت
بعصر كان لي ولها وفيّا

وأيام تنال النفس فيها
رغائبها صباحاً أو عشيّا

لعمر أبيك إن لعشق سلمى
وحُبِّيْهَا الحديث العامريا

كلفت بها وبي كلفت كلانا
قرين هوى ولم يكن العصيّا

صغيرين ائتلفنا لا رقيباً
نخاف إذا تحادثنا مليّا

إذا بملاعب الفرح اجتمعنا
يقال ذروا الصبِيَّة والصبيّا

أمنيها فتسألني اختبارا
وكنت بكل ما اقترحت مليّا

ولو طلبت فتاة الحي روحي
لكنت بها ولم أحفل سخيّا

وها هي بعد صفو الود ألقت
قديم الحب ظِهْرِيَّاً نسيّا

ولم أعلم وربّك ما عراها
وأغراها لتتركني شجيّا

كستني السقم ظالمة وخافت
وحزم خوف من ظلم البريّا

فحلت من فؤادي حيث ألفت
به الجار المليك العبدليّا

بهذا الفضل يكفي كل فضل
فخاراً أن يكون له سميّا

ومن كأبيه أو كأبي تراب
تعالى حق أن يدعى عليّا

بحجر المجد منشاؤه فأكرم
به ملكاً كريماً أريحيا

أبوته ملوك قد أشادوا
بأطراف القنا العز السميّا

ومعتقل قويم الرمح يعلو
لدى الهيجاء طرفاً أعوجيّا

له تتضاءل الأبطال خوفاً
إذا هزّ الحسام المشرفيّا

وفي صَبَّيحَة ٍ كم شب ناراً
همو بسعيرها أولى صليّا

له فيهم ببيض الهند ضرب
ترى بيض الوجوه له بكيّا

فما لبث الألى التأموا صفوفاً
بأن خرُّوا لهيبته جثيّا

له في لحج الفيحاء برج
منيع ينطح الفلك العليّا

به الذات الشريفة والأيادي
تجوب الشرق والغرب القصيّا

شديد البأس مهما كان بأس
وكان بكل منقبة حريّا

وأكرم من على الغبراء نفساً
وإعراقاً وأخلاقاً وزيّا

فيولي المجتدي كرماً وبرّاً
ويسقي المعتدي الكاس الوبيّا

فسمعاً أيها الملك المفدى
لما يحدو به الساري المطيّا

بمدحك يزدهي نظمي ونثري
وإن أصبحت عن مدحي غنيّا

فلي نظم القوافي والتغنّي
بها مها ينوب القاسميا